ضمائر عمياء شبكه اخبار مصر
كتب/ احمد شريف
ضمير الانسان هو هويته التي لا تنفصل عنه طوال فترة حياته منذ بلوغ الفرد حتى رحيله وتعتبر بمثابة عامل مؤثر على طباعه وافعاله ويكون بمثابة جرس انذار حين يخطئ، فالضمير هو الجزء المسيطر على تصرفات الفرد التي تميزه عن مخلوقات أخرى كالحيوانات والطيور ويعمل على ضبط الغرائز والشهوات حتى لا يقع الفرد ضحية لأهوائه.
وفي تحليل اخر للعالم النمساوي سيجموند فرويد حيث لخص شخصية الفرد الى ثلاث اجزاء اولهم جزء الهو ويعتبر بمثابة الجزء الفطري والغريزي التي ينحصر به شهوات واهواء الفرد ويكمن في اللاشعور داخل الفرد، ثانيا جزء الانا ويعتبر الوسط والمعتدل حيث يحكم الغرائز والشهوات طبقا لقوانين حاكمة، اما الجزء الأخير وهو الانا العليا فيعتبر اكتر جزء عقلاني وبمثابة المسيطر على الغرائز وكابح للشهوات، فتلك ذلك الانقسامات هي تحليل للنظرية البنيوية التي قسمت الأشخاص حسب نشأتهم وتربيتهم.
ولكن اليوم نسلط الضوء على بعض الأمور الشائكة التي أحاطت بمجتمعنا، فاغلب الناس في عصرنا الحالي انعدم بهم المبادئ والأخلاق والضوابط المجتمعية، وانتشر في الوقت الحالي جرائم السرقات والقتل والاعتداء الجسدي والخطف وأصبح فئة كثيرة من المجتمع ينجرف نحو اهوائه مع انعدام الضمير والأخلاق من اجل تحقيق غاية او هدف حتى لو بطريقة غير مشروعة.
وما نشاهده الان في مجتمعنا الحالي ان معظم من يتمتعون بالنفوذ والقوة هم أصحاب راس المال وللأسف اغلب من يملكون ثروات طائلة اغلبهم لم يمتازوا باي مستوى تعليمي او ثقافي ولكن نجد انهم أصحاب كلمة قوية ويستطيعون التلاعب بلا ضمير بمصائر اشخاص لا حيلة لهم في ظل ان حاملي المؤهلات الجامعية والدراسات العليا يحاولون جاهدين للسعي نحو الوصول لوضع أفضل ولكن في الواقع نجد معدومي الكفاءات الذين وجدوا وضع اجتماعي أفضل والسبب يرجع الى لغة المال حتى ولو كان مصدر هذه الثروة غير مشروعة.
فالمال ليس الا وسيلة يمكن تسخيرها ان كانت خيرا او شرا، ولكن العبرة بضمير من يستخدم تلك هذه الوسيلة ويوظفها، فالإنسان لديه القدرة على توجيه ضميره كي يتحقق التوازن المجتمعي، فكم من اسر تفككت وارحام انقطعت بسبب نزاع على ميراث، ففي تلك هذه الحالة يكون السبب النشأة الغير سوية التي نتج عنها قلوب متحجرة وضمائر عمياء.
