الدكروري يكتب عن قبر النبي اليسع عليه السلام
الدكروري يكتب عن قبر النبي اليسع عليه السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الموت واقع لا محالة لكل نفس، فسبحان من كتب علي نفسه البقاء والدوام وكتب علي جميع خلقة الزوال والفناء، وقيل انه يوجد قبر النبي اليسع عليه السلام في مدينة الأوجام في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية و يذكر سكان مدينة الأوجام أن ضريح النبي اليسع تمت إزالته من قبل السلطات و ذلك لأن الأضرحة منافية لمنهج أهل السنة و الجماعة، ويمكن زيارة قبر النبي اليسع عليه السلام بمجرد الذهاب لمدينة الأوجام والسؤال عن موقع القبر, الذي لم يبق منه إلا أثره، وتقع الأوجام في منتصف الخط السريع وهو الجبيل، الظهران شرقي مدينة القطيف، ويحدها من الجهة الشمالية بلدة ام الساهك وجنوبا البدراني وشرقا طريق الدمام الجبيل السريع، وغربا مطار الملك فهد الدولي.
وهي عبارة عن واحة وسط الصحراء تميزت بجمال الخضرة وبساتين النخيل وكان سكانها يقطنون الاكواخ المصنوعة من سعف وجذوع النخيل، واعتمد اهلها على الزراعة كحرفة اساسية، ووصفها المؤرخ لويمر الذي كتب عن القطيف وقراها تقع الاوجام في وسط المنطقة الزراعية وبها ينبوع عقق، وإن الأوجام هى جمع الوجم ومعناها هى حجاره مركومه على الآكام أو أبنية يهتدى بها في الصحارى، ويوجد بها قبر لأحد الانبياء وهو نبي الله اليسع، وقد أثبت وأكد كبار العلماء الثقاة على وجود قبر النبي اليسع في قرية الأوجام بالقطيف، والقرية كانت مسورة كما وصفها لوريمر تتكون من خمسين منزلا من الحجر والطين، وتقع في وسط المنطقة الزراعية التي يغلب فيها زراعة النخيل.
ولكنها اتسعت كثيرا جدا الآن، وقبر نبي الله اليسع عليه السلام في قديم الزمان كان الناس يفدون اليه من كل مكان وبعد هدم المسجد انقطع الناس عن الزيارة لكن القبر موجود ولايوجد اي مانع لزيارته، وقيل أن ذو الكفل النبي هو غير الكفل الرجل الصالح الذي كان في زمن اليسع عليه السلام، وفى النهاية يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى “عبدى، خلقتك لعبادتى فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، إن قل فلا تحزن وإن كثر فلا تفرح، وإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندى محمودا، وإن لم ترض بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندى مذموما وعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش فى الفلاة، ولاتصيب منها الا ماكتبته لك”
وعن ابن المسيب عن أبيه قال “لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبى أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله” فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعادها عليه النبى صلى الله عليه وسلم فأعادا، فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لأستغفرن لك ما لم أنه عنك” فأنزل الله عز وجل فى سورة التوبة ” ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم” ولا يتعارض هذا مع قوله تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم ” وإنك لا تهدى إلى صراط مستقيم” فلا تعارض.
فالأولى التى نفاها الله عن نبيه هى هداية التوفيق والثانية التي أثبتها له هي هداية الإرشاد والدلالة فالنبى يملك أن يدل الناس على الله ويأخذ بأيديهم إليه ويهديهم إليه بتعريف وبيان ولكنه لا يملك القلوب، فإن القلوب بيد علام الغيوب سبحانه وتعالى.
