مقالات

الدكروري يكتب عن حبس يأجوج ومأجوج

الدكروري يكتب عن حبس يأجوج ومأجوج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقة الإسلامي وكتب التفاسير وقصص الأنبياء الكثير عن قوم يأجوج ومأجوج الكثير كما ثبت في الصحيحين عن الأعداد الهائلة ليأجوج ومأجوج أن النبي عليه الصلاة والسلام قال إن الله تعالى يقول يا
inbound4217911394361677749
آدم، فيقول لبيك وسعديك، فيقول أخرج بعث النار، فيقول وما بعث النار؟ فيقول الله عز وجل من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحد إلى الجنة، فحينئذ يشيب الصغير ” وتضع كل ذات حمل حملها” رواه البخاري ومسلم، وهنا الصحابة أشفقوا، وصعب عليهم جدا، إذا كان البشر تسعمائة وتسعة وتسعين في النار وواحد للجنة، يعني هذه النسبة، إذن ما هو المصير، فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام، المشقة التي حصلت بوجوه أصحابه، وهذا الحزن لهذه المعلومة الخطيرة جدا. 
في نسبة أهل الجنة من أهل النار خفف ذلك عليهم صلى الله عليه وسلم وقال ” إن فيكم أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج” رواه الترمذي، فإذا أردت أن تتصور هذه النسبة تصورا صحيحا فلا بد أن تدخل في الحسبة يأجوج ومأجوج، فإن يأجوج ومأجوج هؤلاء أعداد رهيبة جدا، هؤلاء أعداد إذا جاؤوا إلى بحيرة طبرية يشربها أولهم فيقول آخرهم لقد كان هنا مرة ماء، يعني أول القوم يشربون البحيرة كلها، بحيرة طبرية كلها يشربونها، ولا تكفيهم بحيرة طبرية تكفي فقط أولهم، أما آخرهم فلا يجدون ماء يشربونه من هذه البحيرة، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “ما كانتا في شيء إلا كثرتاه” فإن هؤلاء الترك القوم الذين وصل إليهم ذو القرنين اشتكوا من يأجوج ومأجوج. 
قالوا يفسدون علينا يخربون يقتلون ينهبون “فهل نجعل لك خرجا” أى نعطيك أجره على أن تجعل بيننا وبينهم سدا، وهذا استفهام على جهة التوسل، فهم يطلبون منه طلبا رقيقا بأدب، على أن تجعل بيننا وبينهم سدا، يعني ردما، والردم يجعل بعضه على بعض حتى يتصل بحيث لا يستطيع هؤلاء أن يدخلوا من الثغرة التي بين الجبلين، فأنت تردمها وتشدها لنا، بحيث أنهم لا يستطيعون العبور إلينا، وفي هذه الآية دليل على اتخاذ السجون، وحبس أهل الفساد فيها، وهو أن يسجن المفسدين في الأرض، فإن في السجون أمر مشروع، والدليل تصرف ذو القرنين، فإنه بنى سدا حبس يأجوج ومأجوج عن الخروج للإفساد، قالوا وكذلك من هو معروف بالإفساد، يخرج من بيته للإفساد يخرب بين اثنين، بين جارين. 
بين زوج وزوجته، بين أب وابنه، يخرب علاقات تجارية بين شريك وشريكه، هذا يفسد فقط، يتلف يعتدي يغتصب، قالوا هذا يسجن إذا ما يندفع شره إلا بالسجن يسجن، والدليل قصة ذي القرنين، إن هؤلاء القوم المساكين الضعاف الذين عجزوا عن صد هجمات يأجوج ومأجوج، والوقف في وجههم، ومنع إفسادهم، هؤلاء العاجزين عن الدفاع عن أرضهم ومقاومة المعتدين، لجؤوا إلى قوة خارجية إلى قوة ذي القرنين، يطلبون منه حل مشكلاتهم، والدفاع عن أراضيهم، قوم اتكاليون كسالى، أو أن عندهم أشياء من التخلف وعدم القدرة، ولذلك أوكلوا إلى ذي القرنين حل هذه المشكلة، وطلبوا منه ذلك، ولقد أراد هؤلاء من ذي القرنين أن يقوم بالمهمة نيابة عنهم، ويمنع الاعتداء. 
وقالوا نعطيك فلوس أجرة، فهل قبل ذو القرنين هذه الأموال كلها؟ وإنما قال ” ما مكنى فيه ربى خير” وهو أن الذي مكنني فيه من أسباب القوة، وجعلني فيه قادرا على المال، والملك، والجند، والقوة، وسائر الأسباب خير مما تريدون أن تبذلوه لي من الخرج، فلا حاجة لي به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock