مقالات

الدكروري يكتب عن الشفاعة الأسرية عند الله

الدكروري يكتب عن الشفاعة الأسرية عند الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد روى الإمام أحمد في مسنده، من حديث أبي بريده عن أبيه، قال “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في سفر، فنزل بنا ونحن قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه، وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب وفداه بالأب والأم، وقال يا رسول الله مالك؟ فقال صلى الله عليه وسلم “إني سألت ربي عز وجل، في الاستغفار لأمي، فلم يُأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار” فما دلالة هذا أنه لم يأذن لخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، أن يستغفر لأمه آمنة، ويعاتب، لأنه كان يستغفر لعمه أبي طالب، ويعاتب نبي الله نوح عليه السلام، لأنه سأل ربه نجاة ابنه المشرك من الغرق؟ وقد أكدت قصة نبى الله نوح الله عليه السلام، على أن النسب والقرابة والرابطة الزوجية.

لا تشفع لصاحبها إذا أصر على الكفر بالله تعالى والصد عن سبيله فقد ضرب الله عز وجل، في كتابه العزيز مثلا للذين كفروا، فقال تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين” إذ أنه كانت كل من إمرأة نبى الله نوح الله عليه السلام وإمرأة نبى الله لوط عليه السلام في عصمة نبيين صالحين من عباد الله، وكانت واعلة زوجة نبى الله نوح الله عليه السلام تعين قومها على زوجها حين كانت تتهمه بالجنون، إلى جانب أنها لم تؤمن بدعوته فكان ذلك الأمر بمثابة خيانة لزوجها ولذلك استحقت تلك المرأة العذاب من عند الله تعالى مع من كفر من قوم نبى الله نوح الله عليه السلام ولم تنفعها رابطة الزوجية.

مع رجل كانت مكانته عالية عند ربه في دفع العذاب عنها فكل إنسان مسؤول أمام ربه عن نفسه، وأن الله تعالى يُجري المعجزات على أيدي أنبيائه، ورسله الكرام تأييدا لهم في دعواهم أمام أقوامهم وإن المعجزة هي أمر خارق للعادة، تخترق قوانين الكون، وتجري بغير ما أَلفته النفوس، وتكون المعجزة مقترنة بالتحدي، وتستحيل معارضتها بالإتيان بمثلها، وقد كانت السفينة هي معجزة نبى الله نوح الله عليه السلام حيث أوحى الله إليه أن يصنعها، حتى إذا جاء أمر الله، وفار التنور الذي كان مصنوعا من حجارة، علما أن الله تعالى جعل فوران الماء منه علامة على مجيء أمره، وقد أمر الله نوحا عليه السلام أن يحمل على السفينة من كل شيء حي زوجين ذكرا وأنثى، ولم يثبت عدد الذين حُملوا على السفينة في الكتاب أو السنة.

ثم أبحرت سفينة نبى الله نوح عليه السلام بهم عبر المياه المرتفعة، تدفعها الريح الشديدة مشكلة بذلك ما يشبه الجبال في علوها، وعظمتها، وقد روي عن ابن كثير أن طول الماء بلغ خمسة عشر ذراعا كما ورد عند أهل الكتاب، بينما ورد في رواية أخرى أنه بلغ ثمانين ذراعا، وأنه يشار إلى أن سفينة نبى الله نوح الله عليه السلام أنها كانت مصنوعة من الأخشاب، فقال الله عز وجل ” وحملناه على ذات ألواح ودسر” فقد بدأ نبى الله نوح الله عليه السلام صناعة السفينة بأمر الله عز وجل له، حيث جلب الأخشاب، وصنع من مادتها الألواح، ثم وضع الألواح بجانب بعضها، وثبتها بالدسر، أي المسامير، وكان قومه كلما مروا عليه يسخرون منه لصنعه السفينة على اليابسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock