مقالات

الدكروري يكتب عن يبعث كل عبد على ما مات عليه

الدكروري يكتب عن يبعث كل عبد على ما مات عليه

الدكروري يكتب عن يبعث كل عبد على ما مات عليه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 1 يناير 
الحمد لله الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، فهو الذي اجتهمد وكد واجتهد وتعثر ووقع ونهض الى ان انتصر وهدانا إلي الذي نحن نعيش متنعمين به ومقتربين من الله
inbound2141700120874258391
لأجله ألا وهو نعمة الاسلام ومن بعدها انزل عليه الكتاب الحق، الكتاب المنيير المبارك وهو خير الكتب السماوية بأكمها ومن ثم سنته صلى الله عليه وسلم التي سنها لنا والتي هي نور نسير عليه وهدى ترشدنا الى النور والى مكارم الاخلاق والى جنة النعيم جعلنا الله واياكم من ساكنيها.
وبجواره صلى الله عليه وسلم يارب العالمين، يا أبا الزهراء انك خير هدايا الله لنا وإنك سواك ربك فبعثك لنا فكنت خير مبعوث ووصفك الولى بقوله ” وإنك لعلى خلق عظيم” فكنت خير صاحب لأصحابك وخير أب لأبنائك وخير زوج لأزواجك وخير جار لجيرانك وخير محايد ومسامح لأعدائك وخير من وطئ على الثري صلى الله عليه وسلم ففي يوم وفاتك كل من خالطتهم وتركت ذكراياتك معهم ومعهن تمنوا ان يلحقوا بك ويروا كيف سيجازيك ربك بما قدمته من خير موفور لخلقه ومحاسن الاخلاق فأنت الذي كلما تذكرناك توسلنا وتضرعنا الى الله ان يصلي عليك صلاة ترد بها روحك وتصلي علينا صلى الله عليه وسلم، ودعوناه سبحانه أن تكون انت الشفيع المشفع فينا ربك وأن نكون من السكانيين بجوارك. 
ومن تسقيهم بيداك الشريفتان الكريمتان اللتان إذا سقيت بهن أحد لا يظمأ بعدها أبدا فنسالك يا الله أن نكون وأهلينا وذوينا وأحبائنا ممن يسقوا بيد الهادى الكريم المصطفي صلى الله عليه وسلم خير من اصطفيت شربة هنيئة لا يظمأوا بعدها أبدا، واعلموا يرحمكم الله إن السابق إلى الخير ابتغاء وجه ربه يجعله الله إماما في هذا الخير لمن يعمل به بعده، فيعطيه الله أجره، ومثل أجر من فعله لإحيائه لسنة غفل عنها الناس ففي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء” رواه مسلم، وكان سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا الناس يوما للصدقة، فسبق رجل بالصدقة فتبعه الناس.
وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من دل على خير فله مثل أجر فاعله” ومن فضل الله تعالى علينا أن الرجل إذا فعل الخير، ولازم عليه فحصل له عارض منعه منه من غير قصد التخلف عنه، أجرى الله له عمله على ما كان عليه قبل ذلك العارض ففي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحا” وإذا مات المسلم على فعل خير ختم له بخاتمة حسنة يبعث عليها يوم القيامة، وذلك لما في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يبعث كل عبد على ما مات عليه” فكم فيه من ثناء عاطر، وتحضيض ماطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock