مقالات

الدكروري يكتب عن قالوا إنما نحن مصلحون

الدكروري يكتب عن قالوا إنما نحن مصلحون

الدكروري يكتب عن قالوا إنما نحن مصلحون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 8 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين نحمده على ما أنعم ونشكره على ماتفضل به وأكرم، سبحانه جل شأنه وتقدست أسماءه، خلقنا لعبادته، وأوجدنا لتوحيده وسترنا بستره وحملنا بحلمه وأشهد أن لا إله إلا الله ولا معبود بحق سواه شهادة ندخرها ليوم تشيب فيه الولدان وتشخص فيه الأعيان وأشهد أن محمدا عبد
inbound4892385431810104225
الله ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إياكم والفساد فقد يمارس الناس الفساد دون أن يعترفوا بذلك، بل قد يدعون أنهم مصلحون كما في قوله تعالى فى سورة البقرة “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ” وإن الله عز وجل، قد أمر بالإصلاح، وأرسل أنبياءه ورسله الكرام بذلك. 
فقال قائلهم كما جاء فى سورة هود فى قول الحق سبحانه وتعالى”إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت” وقد نهى المولى سبحانه وتعالى عن الفساد والإفساد في الأرض، وقال تعالى فى سورة الشعراء “ولا تعثوا فى الأرض مفسدين” وأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يحب الفساد، ولا يمكن أن يجتمع الصلاح والفساد معا إلا أن يتدافعا ليظهر الصلاح من الفساد، فقال عز وجل فى سورة ص “أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار” فسبيل المصلحين معروف، وسبيل المفسدين معروف، والإصلاح ضد الفساد، والفطر والعقول السليمة تميز ذلك، ولا يمكن أن يلبس على الناس في الإصلاح والإفساد أحد، ولا يروج ذلك إلا على الأغبياء، ولا عجب أن كان الإفساد في الأرض بعد إصلاحها أعظم الإفساد وأقبحه.
والله تعالى قد بين أن أعظم إفساد في الأرض هو الشرك، فقال العلامة ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قوله تعالى فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ” إن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره، وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله تعالى وإقامة معبود غيره ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود، وأن تكون الدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، ليس إلا، والله سبحانه أصلح الأرض بالرسل وبالدين وبالأمر بالتوحيد، واعلموا يرحمكم الله إن هناك أناس يشاهدون من يأكل الربا ولا يقلع عنه ولا يستر في طلبه. 
ويشاهدون من يتحايل على أكل الربا بالمعاملات الصورية وقد زين له سوء عمله فرآه حسنا لا يراوي عن تحايله ولا يتوانى في ذلك يشاهدون من يكذب في السلعة أو ثمنها منهمكا في عادته السيئة لا يقلع عنها يشاهدون من يعامل بالغش والتغرير والتمويه على الناس لا يزال مستمرا في عمله يشاهدون من يأخذ الرشوة على أعماله الملزم بها من قبل الدولة فيتوانى في القيام بعمله حتى يعطى رشوة ومع ذلك فهو مسبوق بهذا العمل منهمك فيه يشاهدون من يربحون من وراء المناجشات في المساهمات العقارية في الأراضي أو غيرها ولا يتورعون عن الكسب بهذه الطريق المحرمة فكيف يليق بالمؤمن وهو يعلم بهذه العقوبات ويشاهد تلك النتائج.
أن يسعى لكسب المال من طريق محرم كيف يرضى أن يخسر دينه من أجل الكسب الظاهري في دنياه، وكيف يليق به أن يجعل الوسيلة غاية والغاية وسيلة ألم يعلم أن المال وسيلة لقيام الدين والدنيا وأن اكتسابه بطريق محرم هدم للدين والدنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock