بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن هناك العديد من علامات الساعة الصغرى التي وقعت وانتهت، ومنها بعثة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث تعد بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، من علامات الساعة الصغرى، فالله تعالي ختم به الأنبياءعليهم الصلاة والسلام، وأقام برسالته الحُجّة على جميع الخلق، وذكر بعض العلماء أن بعثة محمد صلي الله عليه وسلم، أول علامات الساعة، وقد دلّت على ذلك عدة أحاديث نبوية، ومنها قول النبي صلي الله عليه وسلم ” بعثت أنا والساعة كهذه من هذه” أو كهاتين وقرن بين السبابة والوسطي” وكما أن من العلامات الصغري هو موت النبي صلي الله عليه وسلم، حيث كتب الله سبحانه الموت على جميع الخلق، فقال تعالى ” وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون”
ويُعد موت النبي صلي الله عليه وسلم، من علامات الساعة الصغرى، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” اعدد ستا بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم” وبِموته صلي الله عليه وسلم، انقطع الوحي من السماء وتوقفت النبوة، وإن من أهم آثار لمظاهر العقوبات على الفرد في الدنيا، هو قبول الإنسان هدي الله تعالى أو الرجوع إليه سبحانه وتعالى بالعمل الصالح، والزهد في الدنيا والحذر منها ومن فتنتها، وحينئذ لا يحزن على فواتها، ولا يمدن عينيه إلى ما متع الله به بعض عباده من نعم ليفتنهم فيها، كما يتولد أيضا من هذا الشعور الراحة النفسية والسعادة القلبية وقوة الاحتمال والصبر على الشدائد والابتلاءات، وكل ذلك رجاء فيما عند الله تعالى من الأجر والثواب.
وأنهم مهما جاء من شدائد الدنيا فهي منقطعة ولها أجل، فهو ينتظر الفرج ويرجو الثواب الذي لا ينقطع يوم الرجوع إلى الله تعالى، وكما يحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم، وكما إن من أهم آثار العقاب الإلهي على نفس المسلم، هو العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه، وذلك عن طريق الشعور برقابة الله تعالى عليه، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، فيبعثه ذلك على الخشية منه والاستقامة على أمر الله تعالى بتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي، والشعور بالطمأنينة والأنس، فيكون ذلك دافعا إلى الصبر وعدم اليأس، وكما يدرك الإنسان أن لهذا الكون خالقا ومدبرا، وأن ما من شيء في هذا الكون إلا بأمره سبحانه وتعالى.
كما قال تعالى ” ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين” وهكذا يبقى المؤمن بين الخوف من عقاب الله، والرجاء لعفوه، فيذكر بأن الله سريع الحساب وأنه شديد العقاب، فيغلب عليه الخوف، ويذكر أنه عفو رحيم، وأنه أرحم الراحمين، وكما إن من أعظم آثار العقوبات على الفرد، هو اللجوء إلى الله تعالى بالتوبة والإنابة، لأنه جرت سنة الله تعالى في العصاة، أنه يعاقبهم على ذنوبهم في الدنيا قبل الآخرة، وذلك تنبيها للغافلين، وتذكرة للناسين، حيث يقول الله تعالى ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” فالله تعالى لا يجازيهم بكل ما عملوا من سوء، بل يعاقبهم ببعضه فقط، ويعفوا عن الباقي وهو كثير، كما قال تعالى.
” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” فقد ترك الله تعالى باب التوبة والإنابة مفتوحا في كل وقت وفي كل حين ليرجع من أراد الإنابة إليه، والدخول في رحمته، فيعود العبد إلى الله تعالى طالبا المغفرة، هاربا من الذنب لاجئا إلى التواب الرحيم، فيجده رحمانا رحيما، كما أنه يخاف من كوارث الحياة، ريحا أو مطرا أو غير ذلك، ويخاف من الأمراض المتعددة، وهو يخاف ويضطرب من أمور كثيرة ومتعددة لا يمكن حصرها، حتى أصبح الخوف والقلق سمة من سماته، ويدرك بأن الله سبحانه وتعالى يسوق الكوارث على البشر في حياتهم الدنيا، لينبه النفوس من غفلتها، وليعيدها إلى خالقها، ويربطها بموجدها، فكل هذه المصائب على النفوس المؤمنة من أجل أن يتوب الإنسان، فيتذكر أن من أسماء الله “الرحيم، التواب، والغفور” فلا يتمادى في خطيئته، بل ينزع عنها، ويتوب إلى ربه، ويستغفره فيجده غفورا توابا رحيما.
زر الذهاب إلى الأعلى