دين ودنيا

وقفه مع طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وقد قال ابن منده عنه أنه كان رجلا آدم، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، حسن الوجه، إذا مشى أسرع، ولا يغير شعره، وعن موسى بن طلحة قال ” كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا، إلى القصر هو أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعا” ولقد قال عنه الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “طلحة أدهى الناس وأسخاهم” وروي أن الإمام علي رضي الله عنه قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “طلحة والزبير جاراي في الجنة” وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “طلحة بن عبيد الله ممن قضى نحبه” وروي أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه.

كلما ذكر يوم أحد، قال “ذاك يوم كله لطلحة رضي الله عنه” ولقد ضحى الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يوم أحد بنفسه وأبلى بلاء حسنا، فقد قيل أنه اتقى النبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيده حتى شلت يده، وأصيب في أصبعه، وضرب ضربة في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استقل على الصخرة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اليوم أوجب طلحة” وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم “اليوم كله لطلحة رضي الله عنه” وروي عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال “بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد عصابة من أصحابه على الموت حين انهزم المسلمون، فصبروا.

وبذلوا نفوسهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قُتل منهم من قُتل، فعد من جملة من بايع هو الصحابى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه” وقيل أنه رضى الله عنه أصيب ببضع وسبعين جراحة، وروي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قال “إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم فى كتابة العزيز فى سورة الحجر”ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذي قرد على ماء مالح يقال له بيسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هو نعمان، وهو طيب، فغير اسمه، فاشتراه طلحة ثم تصدق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أنت إلا فياض”

وكان طلحة رضي الله عنه يعد من حكماء قريش، وكان كريما سخيا، وقد ذكر شيء من جوده وسخاه وزهده في الدنيا رضي الله عنه، فقد روي “أن طلحة جاءه مال من حضرموت سبعمائة ألف، فبات ليلته يتململ، فقالت له زوجته مالك؟ قال تفكرت منذ الليلة، فقلت ما ظن رجل يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت فأين أنت عن بعض أصدقائك، فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسمه، فقال لها رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، إنها كانت السيدة أم كلثوم بنت الصديق، فلما أصبح، قسمها بين المهاجرين والأنصار، فلم يبق لبيته سوى صرة فيها نحو ألف درهم” رواه الترمذي عن موسى بن طلحة، فعن علي بن زيد قال “جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم.

فقال طلحة إن هذا الرحم ما سألني بها أحد قبلك، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان بن عفان رضى الله عنه، ثلاث مائة ألف، فهي لك، وإن شئت بعتها لك على عثمان ودفعت لك ثمنها” وعن قبيصة بن جابر قال “صحبت طلحة بن عبيد الله، فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه” رواه ابن سعد والطبراني، وكان عندما أسلم طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه، قد لقي أذي شديدا هو وأبو بكر حيث أخذهما نوفل بن خويلد فشدهما في حبل واحد وكان يعذبهما عذابا شديدا ولم يمنعهما ذلك من الثبات على الإسلام، وكان لطلحة رضي الله عنه موقف بطولي في غزوة أحد حيث دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمنع النبال أن تصل إلي النبي صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock