مقالات

مرض السرطان بين العجز والقرار

مرض السرطان بين العجز والقرار

مرض السرطان بين العجز والقرار
بقلمي جمال القاضي 
ربما كان يراودنا دائما سؤالاً وهو :
هل العلماء مازالوا عاجزين عن إكتشاف علاجلاً لمرض السرطان ؟ 
فلو كان الجواب نعم ، علينا أن نسأل سؤالا غيره وهو 
 ماذا كان من كورنا حين تفشى بين سكان العالم ووقف الجميع حينها بقوة للتصدي له والتخلص منه وفي النهاية تم اكتشاف لقاح له ؟ 
inbound8281306541801296849
 ليس بالأمر الصعب أن يجد العلماء علاجا لأي مرض لكن ذلك حين يصبح العالم على إستعداد للتصدي ، كما حدث مع فيرس كورونا ،
لكن الأمر هنا ربما يكون مختلفاً حين نتحدث عن إكتشاف علاج لمرض السرطان رغم الجهود العديدة التي يقوم بها مجموعات متفرقة من العلماء والأطباء والباحثين في كثير من دول العالم والتي مازالت حتى الآن تخضع في معظمها للتجارب والبحث ، ولم يكن منها مانوصفه علاجاً يقضي تماما على هذا المرض اللعين ، وإنما هي في حقيقتها كبسولات تخفف من الشعور بالألم سرعان ماينتهي مفعولها بعد فترة وجيزة تلك هي الفترة مابين الإصابة والموت .
 لكننا وباختصار نتعرض لعدة عوامل نرى من وجهة نظرنا أنها تتحكم في تأخر القضاء على هذا المرض قد نصيب فيها الحقيقة ، أو يرانا البعض نخطئها ومن تلك الأسباب نذكر بعضها :
أولا : الإستفادة المادية كانت وراء الرغبة في أن يظل هذا المرض مستمرا ، 
نعلم أن هناك شركات عالمية بل ودول لها الغرض في أن يبقى هذا المرض دون علاج لأن اقتصادياتها تعتمد على بيع الادوية التقليدية وكذلك اجهزة الأشعة وغيرها من تلك التي تستخدم في الحد من ظهور مضاعفات للمرض أو علاج لبعض أنواعه البسيطة مثل سرطانات الجلد أو تلك التي مازال المرض فيها في مراحلة الأولى رغبة في إيقافه ومنع انتشاره في باقي أجزاء الجسد ، أو علاجه كما يرى البعض ويدعي ، ثم بعد ذلك ثم نرى سوى إنتكاسات جديدة يتعرض لها المريض وبعد فترة وجيزة من الإصابة وتكون نهايتها موت المريض .
ثانيا: غياب التنسيق العالمي بين الدول وكذلك عدم اتباع بروتوكولات واضحة وبرامج منسقة مبنية على قواعد علمية تفصيلية دقيقة فيما بينها ، والمسئول عن هذا التقصير هي منظمة الصحة العالمية 
اذ كان يجب عليها انشاء فروعا تحت رعايتها يكون من أهم وظائفها ومهام عملها دراسة المرض بدقة وجمع معلومات تفصيلية دقيقة وكاملة وواضحة ، ودراسة كل حالة مرضية على حدة ، حيث كان ذلك سيسهل المهمة أمام الباحثين ، 
وحيث آن لكل دولة من دول العالم نظاماً يختلف عن أنظمة الدول الآخرى ، من حيث الظروف الإقتصادية والإجتماعية والبيئية ، وكذلك النفسية ، فإنه يترتب على ذلك إختلاف الأفراد وطبيعتهم الجسدية وتركيب الدم ومقاومة الجسد للأمراض ومناعته الداخلية ، وكذلك إختلاف نوع مرض السرطان الذي قد يصيبه أو يتعرض له ، مما إختلف معه أنواع السرطان المنتشر بكل دولة بل وكل منطقة تبعا لإختلاف ظروف معيشتها ،
فهناك دول ينتشر فيها نوعاً معيناً من أنواع السرطان ، فعلى سبيل المثال قمت بتقصى وجمع بعض المعلومات عن أسباب انتشار مرض سرطان الرئة في احدى الدول العربية الواقعة في أقصى غرب القارة الأفريقية ، والوقوف على أسبابه فكانت النتيجة هو أن الأشخاص المصابين بالمرض وتوجدهم في مناطق سكنية تقع بجنوب هذه مصانع الكيماويات مباشرة وبالتالي كان من عوادمها مواد كيميائية ذات طابع مسرطن للجهاز التنفسي وخاصة رئة الإنسان حين يستنشق هذه الأبخرة والغازات المنطلقة من هذه المصانع والتي تنتشر وتصل إليهم من خلال الهواء ويستنشقه السكان القريبون من هذه المصانع .
وغيرها وعلى سبيل المثال أيضا والبحث وراء الأسباب وتقصي الحقيقة عن نوع مختلف من السرطان وهو سرطان الكبد ، حين أنني كنت أبحث عن السبب وراء موت سكان أحد المناطق ، وكان السبب في الموت هو إصابة الجميع بنفس نوع السرطان هو سرطان الكبد ، وأن هؤلاء يسكنون في نهاية شارع بمعنى أن هناك بهذة المنطة تنتهي وصلات أنابيب مياة الشرب مما تحمله هذة الوصلات من رواسب بها صدأ ورواسب ضارة وكذلك مادة الكلور التي توضع بتركيزات عالية لمرة واحدة يوميا مع العلم أنه يجب أن تخلط بتركيزات مخففة وعلى فترات طوال اليوم تصل لخمس مرات يوميا ، 
كما كانت المياه أيضا تخزن في زجاجات بلاستيكية دون التخلص من عنصر الكلور أولا ، وذلك بترك الزجاجة لفترة مفتوحة دون غلق حتى يسمح له بالخروج منها ، وعلاوة على ذلك عنصر القصدير وغيره من ملوثات تؤدي الى تكرار الإلتهابات الداخلية بالجهاز الهضمي واستحداث خلايا سرطانية جديدة بخلايا الكبد بدلا من خلاياه الطبيعية نتيجة لإنقسامها إنقساماً اغير عادي ، فلايقوى الكبد على التخلص من السموم التي بداخله ويسلم نفسه غصبا لتلك الخلايا السرطانية التي تلتهمه وباقي اعضاء الجسد في النهاية .
والأمر قد يقاس على الكثير من أنواع السرطانات، فلو كان الأمر متسعا لأعطيت من المعلومات الكثير عن كل نوع من أنواع السرطان ، ولو كنا ننوي جمع الكثير من المعلومات لكان الأمر ليس بالصعوبة ولكن أفضل بآن يكون ذلك عبر قنواته الشرعية وهي فروع منظمة الصحة العالمية ، ليصبح لديها معلومات كاملة عن كل نوع .
واخيراً : 
 يجب أن يتكاتف العالم ويقف وقفة واحدة بعد جمع الكثير والكثير من المعلومات التفصيلية عن أنواع المرض ، وكذلك الوقوف عند أسباب كل نوع ، وماهي التوصيات التي يوصى بها ، وماهي الملاحظات التي تم رصدها في البحث وجمع المعلومات ، وماهي مظاهر الإختلاف بين دول العالم في نوعية المرض ، حتى يصبح الأمر سهلاً أمام المجموعات البحثية في كل دول العالم للتعامل مع هذا المرض . 
 اذن مقاومة هذا المرض وغيره في النهاية إنما هو قرار ونية للتخلص والقضاء عليه ، وليس فقط الإكتفاء بما هو قائم كما هو نراه اليوم من العلاجات التقليدية ، ونبدأ من حيث انتهى إليه من سبقنا في مجال البحث العلمي والدراسات حول هذا المرض من حيث الفاعية والنتائج ، وعلينا أن نعلم ان بمقارنة الإستفادة للدول الإقتصادية المنتجة لتلك العلاجات بالخسائر البشرية فإننا سوف نجد أن الخسارة الأكبر هى خسارة فقدان الكنز البشري .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock