دين ودنيا

وقفه مع نعمة الأمن والأمان ” الجزء الأول “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

إن نعمة الأمن مطلب كل أمة، وغاية كل دولة، من أجلها جندت الجنود، ورصدت الأموال، وفي سبيلها قامت الصراعات والحروب، إنها نعمة الأمن، وما أدراكم ما نعمة الأمن؟ التي كانت أول دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام حيث قدم الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام نعمة الأمن على نعمة الطعام والغذاء، لأهمية نعمة الأمن، فإن الإنسان بدون أمن لا يهنأ في أكله إذا كان خائف، ولا يهنأ في نومه إذا كان خائفا، ولا يأمن على ماله، ولا يأمن على أهله، ولا يأمن في أموره كلها، ولذلك أمن الله عز وجل أهل مكة، وكما إن نعمة الأمن تشكل مع العافية والرزق المُلك الحقيقي للدنيا فعن عبيد الله بن الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسمه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”رواه الترمذي وابن ماجه، وفي رحاب الأمن يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم، وفي ظلال الأمن يعبدون الله، ويقيمون الصلاة في المساجد، ويدعون إلى الله وتقام شعائر الدين، ولو انفرط عقد الأمن لرأيت كيف تعمّ الفوضى، وتتعطل المصالح، ويكثر القتل، وتنهك الأعراض، وتسرق الأموال، ولعلكم تلاحظون هذا في بعض الدول التي اختل فيها الأمن كيف يعيش الناس فيها إنهم في حالة خوف ورعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين، والناس أجمعين.

أن يذكروا نعمه عليهم، فقال تعالى مخاطبا المؤمنين “يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم” وقال تعالى ” يا أيها الناس اذكؤوا نعمت الله عليكم” وإن من أعظم نعم الله التي يجب أن نذكرها ونذكر بها نعمة الأمن والأمان فالأمن نعمة من الله عزوجل ما بعدها نعمة بل هي من أجل نعم الله علي بني خلقه لأن الإنسان إن لم يكن في أمن واستقرار وطمأنينة لا يهنأ بعيش ولا ينعم بحياة، و لقد دعي الإسلام لتحقيق الأمن ووقف بحزم تجاه هؤلاء الذين يروعون الآمنين ويخربون في الأرض فقال تعالي فى سورة المائدة ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم”

فالإسلام دين الأمن ولا يمكن أن يتحقق الأمن للناس إلا إذا أخذوا بتعاليم هذا الدين العظيم، فقد حرم قتل النفس، وسرقة المال وأكله بالباطل، وآذي الجار، فقال صلى الله عليه وسلم “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” قيل من يا رسول الله؟ قال ” الذى لا يأمن جاره بوائقه” رواه البخاري ومسلم، وقوله صلي الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من أشار على أخيه بحديدة لعنته الملائكة” رواه الترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم “من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة” رواه البيهقي، وقوله صلى الله عليه وسلم “من حمل علينا السلاح فليس منا” رواه البخاري ومسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه” ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشار بالسلاح لأخيه المسلم، وحرم علينا الجنة حتى نؤمن ويحب بعضنا بعضا، وأخبر بأن ذلك يتحقق بإفشاء السلام الذي يأمن الناس معه، وهو من شعائر الإسلام العظيمة، وقال صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم في حق الكافر المعاهد ” من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخارى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock