دين ودنيا

الدكروري يكتب عن المواطنة الحقة قيم ومبادئ

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المواطنة الحقة قيم ومبادئ وإحساس ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وعزة وموالاة وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي للفرد والأمة، إنها شعور بالشوق إلى الوطن حتى وإن كان لا يعيش الفرد في مرابعه، فأين هؤلاء الذين يدّعون حب الوطن والوطنية، ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة، أين الوفاء للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، وترعرعوا في رباها، واستظلوا تحت سماها، وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية، وإن من حقوق الوطن أن يسعى كل فرد فيه للحفاظ عليه وتنميته وازدهاره، ليشعر جميع أفراده أنهم متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بينهم ولا تمايز.

فقد جرى العُرف واقتضى واقع الحال أن يُعاني البلد الذي يكون في حالة حرب شيئا من الخوف والاضطراب، وأن يعاني أهله من القلق والاستنفار وعدم الاستقرار، وأن تسُود بين جنباته، وعند أفراده حالات متنوعة من انعدام الآمن والأمان، واختلال أحوال المعيشة، وهو ما يتضح ويبدو جليا في شعور الناس بالخوف، واضطراب واقع الحياة، واختلاف نمط المعيشة اليومية، وما قد يترتب على ذلك من غلاء الأسعار، واختفاء السلع والأقوات، واحتكار التموين، وانقطاع الخدمات العامة، ونحو ذلك مما يتسبب بطبيعة الحال في إشاعة الرعب والخوف وانتشار الفوضى في المجتمع، وإن هناك فئة ضالة قد اعتدت على الأبرياء والآمنين، وخربت الممتلكات وعاثت في الأرض فسادا حتى أصبح خطرها مُهددا لحدود بلادنا وأمننا واستقرارنا.

إلا أنها بفضل من الله تعالى ومنته، ثم بحكمة القيادة، وإيمان الشعب وثقته تنعم بالكثير والكثير من النعم التي جعلتنا في شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها نعيش ولله الحمد حياتنا اليومية المعتادة المألوفة، ونسعد في كل شبر من بلادنا بالأمن والإيمان، والرخاء والنماء، والهدوء والطمأنينة، دونما خوف أو وجل أو رُعب أو قلق، وما ذلك كله إلا بفضل الله تعالى، وعظيم كرمه، وجميل حفظه وأمنه وأمانه، ثم بفضل تمسكنا جميعا بإيماننا بالله سبحانه، والتوكل عليه أولا، إضافة إلى ما نقوم به في بلادنا الغالية من صور الولاء والطاعة والثقة في قيادتنا الحكيمة، والالتفاف حولها وتأييدها، وإن من الواجب علينا جميعا أن نتواصى بتقوى الله سبحانه وتعالى، وأن نتمسك بولائنا لوطننا الغالي، وأن نبذل ما في وسعنا لحمايته والحفاظ عليه، والتضحية بالغالي والنفيس من أجله.

وأن نقف في وجه كل محاولة للإخلال بأمنه، أو الإضرار بمكتسباته، أو العبث بمنشآته، أو تفريق شمله، أو الإضرار بوحدته الوطنية، أو التشكيك في إخلاص أبنائه ورجاله الـمخلصين وسلامة نياتهم، فالوطن تلك الكلمة التي تعبر بها عن المكان الذي تعيش فيه فهو جزء منك لا يتجزأ فهو أنت وأنت هو، وأن هناك أمور كثيرة تقتضي منا أن نقوم بها تجاه وطننا تصل إلي حد الواجب الذي لابد من القيام به فحب الوطن من الإيمان ومن هذه الواجبات، إن الوطن هو جزء من العقيدة والإيمان الراسخ بالله عز وجل وهذا ما نتعلمه من سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد جعل الوطن في مقدمة الأشياء التي يجب أن تكون ضمن عقيدة راسخة للمسلم، فحب الوطن من الإيمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock