مقالات

الدكروري يكتب عن عجزت الناس أن تلد مثلك ياقعقاع

الدكروري يكتب عن عجزت الناس أن تلد مثلك ياقعقاع

الدكروري يكتب عن عجزت الناس أن تلد مثلك ياقعقاع
بقلم / محمـــد الدكـــروري 
قال بعض السلف “ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال” وأجمع السلف الصالح على ما دل عليه الكتاب والسنة من زيادة الإيمان ونقصه، والإيمان بالله تعالى هو الأصل الأول من
inbound9143102167421065500
أصول الإيمان، بل هو أصل لأصول الإيمان كلها، فالإيمان بسائر أصول الإيمان داخل فى الإيمان بالله تعالى، ولعظم شأن الإيمان بالله تعالى، ذكر في القرآن فى سبعمائة وعشرين موضعا تقريبا، وقد رأى سعد بن أبي وقاص عبور عاصم وأصحابه وإيجادهم لمكان أمن فى الضفة المقابلة فاذن للناس بالعبور، فعبر المسلمين بكل يسر وسهولة إلا رجل من قبيلة بارق يدعى غرقدة البارقي زل عن ظهر فرسه وسقط في النهر، فمضى إليه القعقاع بن عمرو بفرسه وأخذ بيده وجره حتى عبر ونجى. 
فقال غرقدة البارقي “عجزت الناس أن تلد مثلك ياقعقاع” وقد أيقن يزدجردعزم المسلمين على المواصلة فأخذ كل مايقدر عليه من الأموال والذرارى والنساء وهرب إلى حلوان، وفى اللحظة نفسها كانت جيوش المسلمين تتقدم نحو المدائن، فكان أول من دخلها يعقوب الهذلى ومعه الكتيبة الخرساء كتيبة القعقاع بن عمرو التي تجولت في المدينة فلم تجد مقاومة من أحد فدخل المسلمين إيوان كسرى وهم يكبرون وصلى بهم سعد صلاة الفتح وذلك في شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وخرج القعقاع للحاق بمن هرب من الفرس فوجد فارسي معه وعائين فقتله ووجد في الوعاء الأول خمسة أسياف والثاني وجد فيه ستة أسياف ودروع، أما الدروع فهي درع كسرى ودرع هرقل ودرع خاقان ملك الترك. 
ودرع داهر ملك الهند ودرع بهرام ودرع النعمان ملك الحيرة وأما السيوف فسيف كسرى وهرمز وفيروز وخاقان وبهرام والنعمان فذهب بها القعقاع إلى القائد سعد بن أبى وقاص فسر بهذا، وقال للقعقاع أختر أيها شئت، فاختار القعقاع سيف هرقل وأعطاه سعد درع بهرام والبقية وزعها سعد على كتيبة الخرساء مكافئة لهم إلا سيف كسرى والنعمان فقد بعث بهما إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة، وإن الإيمان بأن الله تعالى له صفات الكمال، والجمال، والجلال، وأنه منزه عن صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقات، فهو إله حى، قدير، عليم، حكيم، متكلم، فعال لما يريد فهو تعالى كما جاء فى سورة الشورى ” ليس كمثله شئ وهو السميع البصير” فصفاته ليست كصفات البشر، بل له المثل الأعلى. 
كما أنه منزه عن أضداد هذه الصفات، مثل الموت، والنوم، والجهل، والعجز، وغير ذلك من صفات النقص والعيب، وحين يؤمن الإنسان بوجود الله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإنه يحقق الإيمان الصحيح، والتوحيد الخالص، ويتميز عن سائر الوثنيين، والضالين، وأهل العقائد الباطلة الفاسدة، وأما عن القعقاع بن عمرو فى معركة جلولاء فى السنة السادسة عشر من الهجرة، فكان بعد أن هزم الفرس بالمدائن هربوا إلى جلولاء وإجتمعوا هناك، وجعلوا عليهم مهران رازي وقد بلغ خبر تجمع الفرس إلى سعد بن أبي وقاص فكتب إلى عمر بن الخطاب يستشيره فكتب إليه عمر بن الخطاب أن سرح هاشم بن عتبة إلى جلولاء، في أثني عشر ألف وأجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو التميمى. 
وعلى الميمنة سعر بن مالك وعلى الميسرة عمرو بن مالك بن عتبة وإجعل على ساقته عمرو بن مرة الجهني وإن هزم الله الفرس فاجعل القعقاع بن عمرو بين السواد والجبل، فخرج هاشم بالمسلمين فى شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وقصد جلولاء وحاصر الفرس ثمانين يوما وكان يزدجرد يرسل الأمدادت للفرس وكذلك سعد بن أبي وقاص يرسل الفرسان لهاشم وعندها أيقن الفرس أن مناعة مدينتهم لن تصرف المسلمين عنها وأن المسلمين سوف يحاصرونها حتى ترضخ عندها خرج الفرس إلى القتال وأشتبكوا مع المسلمين واقتتلوا قتالا شديدا، وقد قام القعقاع بن عمرو خطيبا في المسلمين، يطلب منهم الصبر ويشد من أزرهم وهو يقول إنا حاملون عليهم ومجاهدوهم وغير كافين، ولا مقلعين حتى يحكم الله بيننا وبينهم فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم، ولا يكذبن أحد منكم”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock