منوعات

المركز القومي للوعي

المركز القومي للوعي

المركز القومي للوعي

                                                   

بقلم د/ شيرين العدوي 

  

 أختلف مع القرارالذي اتخذته الحكومة بإنشاء مركز قومي للوعي معبرة عن وجهة نظري في دولة يتم الاستماع فيها لمختلف الآراء الحرة. مصرالتي أنارت العالم وأنشأت وعيه لا تحتاج إلا لتعليم جيد يخصص به جزء ثقافي يتبنى المواهب ويطورها ليُصنع منها كوادر تقود مصر المستقبل، مع تطبيق أفكارالمثقفين والمفكرين المهمومين بشأن تحديث الدولة ووضع أفكارهم موضع التفعيل، والإيمان بعقول الشباب

inbound4278938804200534303

 وسواعدهم، وحكمة الشيوخ ورؤيتهم في نشر حركة الوعي التي تبنى على عدة ركائزأهمها: العلم والثقافة والفن والإعلام. يتحدث الرئيس عن الوعي فتتلقف الناس الكلمة، ويمضغونها ويحاولون تنفيذها بطرق خاطئة. فما أهمية دور المجلس الأعلى للثقافة إذن؟! لو فُعّلت أفكار لجان المجلس الأعلى للثقافة بشكل صحيح لانتشرالوعي وتغير وجه مصر. فهل التطور التكنولوجي الهائل، والخريطة السياسية التى تتبدل في العالم تنذر بتراجع الوعي حتى إننا نحتاج إلى مركز قومي للوعي؟! إذا كان كذلك فالإنسانية تعود للخلف.إن نقص الوعي على مدار سنوات طويلة يعود لأسباب منها:

    – حبس المجتمعات العربية في قشور الدين وليس الدين الحق الذي ينظم علاقة الإنسان بربه وينظم الحقوق والواجبات في المجتمع، وكذا إعلاء حركة الجهاد المسلح على تفعيل دورالعلم الذي أمرنا به الدين في تطوير المجتمعات ورقيها. فقد كان للإسلام فضل صحوة أوروبا من عصور ظلامها.

   -إعطاء صورة سيئة عن الإسلام وإخفاء ثقافة السلام والمحبة؛ مما أدى بنا لدخول منعطف فكري أدى لتراجع الفكر والعمل؛ خير مثال على هذا القنوات التي تنفث سمومها ليل نهار في وجه المجتمع المصري الآمن لمحاولة إحباطه وتيئيسه.  

    – إعلاء قيمة المال والمادة، وإغراق العقول بالرفاهيات والكماليات، وإخراج النماذج التافهة لقيادة الفكر مما أدى لتغير جوهري لمفهوم القيمة مع إبعاد النماذج الجادة.ويأتي حفل افتتاح مونديال قطر باستخدام الرمزالعربي التاريخي “جحا والحمار” الذي احتار مع الناس لإرضائهم أو إرضاء نفسه،وهو يقابل نموذج “دونكيخوته” في التراث الغربي خير مثال على ذلك. ليس معنى هذا أنني أنتقص من جهود دولة شقيقة في تنظيم حدث عالمي أنفقت عليه من جهودها وأموالها الكثير لتبهر العالم؛ بل أشيد بكل من يحاول العمل من أجل إعزاز العروبة وتوصيل ثقافتها. فقط كنت أتوقع أن الرموز التي تستخدم من التاريخ “ابن رشد والفاربي”، ومن العصر الحديث “زويل” الذي كان مسؤولا عن تطوير النظارات والكاميرات التي لم تخرج للعالم بعد، والتي تستطيع أن ترى الكائنات غير المرئية إلى درجة سالب 7 وأكثر، كذلك صنع الأبعاد المختلفة التي من خلالها استطاع العالم أن يدخل لمنطقة الهيلوجرام والأفاتار ومن قبل 3D التي استخدمت في المونديال.  

   – التقليل من النموذج العربي وازدراء لغته، وفكره، رغم أن تراثا هائلا كتب باللغة العربية والغرب يقدره جدا ويعرف قيمته، لو قُرِئ لغير أمما، وطور أفكارا، وأشعل أرواحا،ونقي أذواقا.  

   – غسل عقول المجتمعات بفكرة الديمقراطية والحريات المزيفة؛ رغم أن ما يقدمه الغرب ما هو إلا لعبة كراس موسيقية باتت مكشوفة للعيان، أما الحريات عندهم توزن بمكيالين لتحقيق مصالحه الاقتصادية. إن كل ما نحتاجه لبناء الوعي تفعيل الأدوار الحيوية للتعليم والثقافة، ورصد ميزانية تليق بهما، ورفع المعوقات من طريقهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock