الموظف الذى اختلس من اجل تحقيق حلمه بالوقوف أمام معشوقته الفنانة كاميليا

 الموظف الذى اختلس من اجل تحقيق حلمه بالوقوف أمام معشوقته الفنانة كاميليا 

كتبت / عزة حسن علي 

 انتهي الحال به بقضاء عشر سنوات سجن واختلاس 90 الف جنيه

فيلم وحيد للممثل صلاح الدين 

 وهو فيلم (ولدى)

حيث تم القبض عليه قبل عرض الفيلم بايام 

واتضح من التحقيقات أنه موظف بسيط اسمه الحقيقى صالح العوضى يعمل في أحد الشركات واختلس مبلغا كبيرا من المال وأنفقه في تحقيق حلمه وهو أن يكون بطلا لفيلم سينمائي أمام الفنانة كاميليا

وفى حوارا مع صالح العوضي بعد خروجه من السجن قضى فيه7 سنوات ويحكي فيه قصته من البداية للنهاية

فقال لقد كنت موظفا في شركة تأمين وقد اعتدت أن اذهب من حلوان للمعادي مع زملائى في العمل للتنزه

 وفي الأول من مايو عام 1947 لمحت كاميليا واقفة على رصيف محطة سكة حديد لذلك قررت الاقتراب منها قدر الإمكان فقمت بقطف ورودا وتقدمت لاهديها لها تعبيرا عن إعجابى الشديد بها ولكن الفنانة 

 لم تهتم بى ونظرت الى نظرات متعالية وأعطت باقة الورد لوصيفتها غير مبالية هذا الأمر جعلنى اشعر بالإهانة خاصة وأن زملائى فى العمل شهدوا الموقف وشعرت أن لي ثأرا معها يجب أخذه من هذه الفنانة المغرورة

ولاننى موظف صغير فإن الأزمات المالية كانت كثيرة  

بعد عدة أيام قادتنى قدماى إلى صديق قديم لى يعمل في وزارة المعارف وهناك حكى لى عن ظروفه المادية وأزماته وكان عند ذلك الصديق الحل السحري 

سألني صديقي هل قلبك جامد

 فقلت له حديد فقام بفتح درج مكتبه وأخرج استمارة ( 9 ع ح )

(عموم حسابات)

 وقام بكتابة بعض البيانات ثم طلب مني أن أذهب بها إلى وزارة المالية وعندما يتأكد من بياناتك المدونة في الاستمارة سوف يحيلك للخزانة التي ستعطيك 18 رزمة كل رزمة ألف جنيه 

ولكنى لم اتردد وبالفعل ذهبت وحصلت على المبلغ وتقاسمته مع صديقى وتكررت العملية أكثر من مرة

كان ذلك الصديق هو المسؤول عن استلام أذونات الصرف التي تأتي من وزارة المالية وبعدها يقوم بحرقها وبذلك يتم إعدام الدليل الوحيد الذي يدينه فهو في كل الأحوال ليس موظفا رسميا في وزارة المعارف

وعندما جرت الأموال في يدى كان أول شيء افعله هو استئجار شقتين في عمارة الإيموبيليا حيث تسكن كاميليا سكنت في واحدة والأخرى اتخذتها مكتب لشركة سينما قمت بتأسيسها

وبسرعة البرق انتشرالخبر في الأوساط الفنية خبر ظهورى أو ظهور المنتج “المليونير” وتهافت الجميع لزيارتى فى مكتبى خاصة أننى كنت سخيا في عقودى مع الفنانين

وبعد عدة أيام أرسلت إلى كاميليا دعوة لزيارتى في مكتبى وعرضت عليها سيناريو فيلم “ولدي” 

فيلما ساكون البطل فيه واعطيتها ما يفوق اجرها وزدتها مائة جنيه عن أجرها المعروف فقد كانت تتقاضى 500 جنيه في الفيلم

 وأهديتها سيارة كاديلاك ثمنها 2000 جنيه وانتهت من الفيلم وبعدها تم القبض على

لم يكن أمر الفيلم يهم “المنتج المليونير” في شيء بل كان كل همه من كل هذا الفيلم هو “القبلة” التي سيتبادلها مع البطلة في آخر الفيلم  

وظل العوضي وصديقه يختلسان أموال وزارة المعارف دون أن يكتشف أمرهما مع أن وزارة المالية أرسلت 165 خطابا للمعارف لبحث الامر وكان ذلك الصديق يحرق كل تلك الخطابات

حتى حدث أن عرف أحد أقرباء ذلك الصديق بالأمرفأخذ يبتزه ويطلب منه مالا مقابل سكوته ورفض هذا الصديق اعطائه أى نقود

 وعندما وجد انه لم يحصل على ما أراده كتب مذكرة قدمها للدكتور أحمد حسين (رئيس جمعية الفلاح والوزير والسفير فيما بعد) 

الذي سارع وقدمها لديوان المحاسبات والجهات القضائية

المفارقة كما جاء في التقرير الذي كتبه جليل البنداري في آخر ساعة 

أنه أُلقي القبض على العوضي وهو يؤدي “اللقطة” وهى (القبلة) التي فعل كل ذلك من أجل أن يحصل عليها القبلة التى كلفته 90 ألف جنيه وعشر سنوات حبس التى انتهت بسبع سنوات

فيلم ولدى تم عرضه في السينما المصرية في الرابع والعشرين من شهر يناير لعام 1949 وهو من بطولة كاميليا ومحمود المليجي وأحمد علام واسماعيل ياسين ونجمة ابراهيم وحسن البارودي وفتحية شاهين ولطفي الحكيم… وغيرهم والقصة والاخراج لعبد الله بركات

 وكُتب فى الأفيش ببنط كبير: الوجه الجديد صلاح الدين

ويقال إن الشركة قد تحفـظت على نسخ الفيلم وقامت بعرضه حتى تسـترد الأموال التى سـرقها العاشق “مجنون كامليا” غير أن الفيلم لم يحقق شيئاً واصـيب الجميع بخيـبة امل بسبب ضعـف الايرادات

الأغرب أن صالح العوضي بعد خروجه من السجن لاقى حفاوة شديدة من الوسط الفني

 وربما هذا يفسر عمله كمنتج فني فيما بعد لعدد من الأفلام في الستينيات

 (الجريمة الضاحكة وعبيد الجسد ومطلوب زوجة فورا وثورة البنات)