مقالات

الدكرورى يكتب عن صاحب العين النائمة والقلب اليقظان

الدكرورى يكتب عن صاحب العين النائمة والقلب اليقظان

الدكرورى يكتب عن صاحب العين النائمة والقلب اليقظان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، واستن بسننه، واقتفى أثره إلى يوم
IMG ٢٠٢٤٠١٠٦ ٠٩٥٢٤٠
الدين أما بعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بشرا عاديا أيها الأحبة لأنه شرف بالوحي الذي أنزله الله عليه، فقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه “أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا نام تنام عينه ولا ينام قلبه، وجاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم إنه نائم، وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان.
فقال بعضهم مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقال بعضهم أوّلوها له يفقهها فسروا له الرؤيا هذه فقال بعضهم إنه نائم، وقال البعض إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا الدار هي الجنة، والداعي هو محمد فمن أجاب محمدا دخل الجنة، ومن لم يجب محمدا لم يدخل الجنة، ومحمد فرّق بين الناس، فمن آمن بالحبيب، وسار على درب الحبيب، واتبع سنة الحبيب، نال شفاعة الحبيب يوم القيامة، ونال رفقته وصحبته في الجنة، ومن خالف هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم لم ينل الشفاعة، وحُرم من هذه الرفعة وتلك الصحبة، أسأل الله جل وعلا أن يمتعنا وإياكم بصحبته بحبنا له، إنه ولى ذلك والقادر عليه، وهذا وصف أم معبد، وذلك أنه مرّ النبي صلى الله عليه وسلم عليها ليلة الهجرة هو والصديق. 
ففي الهجرة جاع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وهما في طريق المدينة، فمرا على خيمة فوجدوا فيها امرأة وعندها نعجة مريضة هزيلة، فقام الصديق وقال صلى الله عليه وسلم لها هل يوجد عندك أكل؟ قالت لا والله ما عندي أكل، وكان من عادة العرب إكرام الضيف، هل عندك شراب؟ قالت والله ما عندي، فالنبي عليه الصلاة والسلام نظر إلى النعجة فقال هل يوجد في هذه النعجة لبن؟ قالت له لا، ليس فيها لبن، وإنما لم ترع مع الغنم لأنها مريضة غير قادرة على المشي، فقال صلى الله عليه وسلم لها هل تأذني لي بحلبها؟ قالت نعم، إن وجدت بها لبنا فمسح عليه الصلاة والسلام على الضرع، وهمهم بكلمات فدر اللبن في الضرع بأمر الله، وأمر أبا بكر أن يحلب والمرأة تتعجب كيف درت باللبن مع أنه لم يقربها الفحل؟ 
وبعد أن حلبها قال النبي صلى الله عليه وسلم اسقي أم معبد فشربت، ثم قال اشرب يا أبا بكر فشرب ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم آخرهم وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، وهذا عبد الله بن مسعود رضوان الله عليه يقول إنكم لتعدون الآيات عذابا وكنا نعدها بركة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده لقد كنا نجلس لنأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسمع تسبيح الطعام بين يديه” رواه مسلم، فاللهم انا نسالك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن ترزقنا رزقا حلالا فاللهم ارزقنا رزقا حلالا وابعدنا عن ما يضرنا في ديننا ودنيانا إنك على كل شئ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock