المناعة وحدها لاتكفي

بقلم : جمال القاضي

نعلم جيدا عن جيوش المناعة المنتشرة في خلايا الجسم البشري قد خلقها الله من خلايا مناعية عتمل على ردع ومقاومة ماقد مايصيبه أو يتعرض له من أمراض ، لكن مع عدوى كورونا فإن المناعة وحدها لاتكفي لمقاومة هذا الفيروس الخطير والمميت ،

ولو ذهبنا إلى مايفعله الفيروس بالخلايا ، فإننا نرى أنه بعد تلك الإصابة به وإنتقال العدوي إليه يسخر تلك الخلايا لخدمته ، حيث يتكاثر بداخلها مخلفا عن تلك الإصابة خلايا ميته ومواد يفرزها هو ، تعمل على تجلط الدم ونقص كمية الأكسوجين بالجسم نظرا لعدم قدرة الدم على السير بالشرايين وحمل كرات الدم الحمراء للأكسوجين الذي تص به إلى الخلايا ، كما أنه ايضا يصيب الجهاز التنفسي ويدمر فيه خلاياها ، وهذا الجهاز يعمل على عملية تبادل الغازات بين أكسوجين الهواء الجوي وثاني أكسيد الكربون الموجود بالدم كما هو معروف ،

هذا التجلط الذي يسببه الفيروس ، يجعل قوة القلب على دفع الدم وضخه إلى الخلايا عبر الشراين الممتدة ضعيفا ، الأمر الذي يجعل القلب يتوقف وتتوقف فيه نبضاته ودقاته بعدها،
وتختلف فصائل الدم عن بعضها في القدرة على مقاومة هذه العدوى الفيروسية ، ليس لقوة المناعة في نوع منها ، ولكن لوجود البروتين الذي هو مسؤول عن عملية التجلط ، حيث يتواج البروتين بنسب مختلفة بين الفصائل المختلفة ،

فقد كشفت دراسة جديدة لجمعية القلب الأمريكية أنه قد يواجه الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم A و B مخاطرا أكبر لتطوير جلطات دموية خطيرة مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم دم من النوع O، هذا ووفقًا لأبحاث جديدة أظهرت أيضًا مخاطر أعلى قليلاً لأنواع معينة من أمراض القلب بين المجموعتين A و B.

ووفقا لجمعية القلب الأمريكية أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة محتملة بين مرض القلب وجين ABO الموجود في الأشخاص الذين لديهم أنواع الدم A أو B أو AB ، ولكن ليس لدى الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم من النوع O، وأظهرت دراسة أولية أن الأشخاص المصابين بجين ABO معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بنوبة قلبية خلال فترات تلوث الهواء الشديد. ،

ورغم أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم o هم أكثر الأشخاص عرضة للوفاة عن غيرهم من أولئك الذين يحملون فصائلا مختلفة عنها نتيجة إصاباتهم بتجلطات بالقلب ، وذلك لعدم توافر البروتين المسؤول عن تجلط الدم بهذه الفصيلة o ألا انهم هم أكثر الأشخاص نجاة وتعافيا من الإصابة بكورونا ،

ومما سبق يتضح لنا أن المناعة وحدها لاتكفي لمقاومة فيروس كورونا عند إختراقه خلايا الجسم ، وهناك عدة دلائل كثيرة تدل على ذلك ، ومنها ، إصابة شخص مسن بكورونا ورغم أنه كان يعاني من الكثير من الأمراض قبل الإصابة مثل أمراض الفشل الكلوي ، ويخضع لعملية الغسيل ، وتضخما في الطحال أيضا ، وفشل كبدي ، وأنيميا ، وضعف المناعة ، وغيرها إلا أنه قد خضع للرعاية الطبية تحت جهاز التنفس الصناعي ومع تناول بعض العقاقير تم شفاؤه من تلك العدوى ، وغيره ممن قد أصيبوا بتلك العدوى ، رغم أعمارهم الصغيرة وقوة مناعتهم الجسدية وفي مراحل عمرية صغيره ، إلا أن المناعة وحدها لم تكفي لمقاومة العدوى فكانت النهاية موتهم بهذا الفيروس ،

وقد لوحظ في الموجة الثالثة من تطورات الإصابة بفيروس كورونا المنتشر عبر دول العالم المختلفة ، أنها قد حصدت الكثير من الأرواح لأشخاص ، وقد أظهرة دراسة برازيلية: فيروس أن فيروس كورونا يفتك بالشباب بنسبة 1000%

وقد أبرز البروفيسور “فيوكروز” من معهد الطب الحيوي الحكومي البرازيلي في تقريره المقدم مؤخرًا، أن الأكثر تأثرًا بفيروس كورونا هم صغار السن، إضافة إلى أن الشباب في العشرينات هم النسبة الأكبر في الوفيات.

وأوضحت سطور الدراسة أن الوضع بين مصابي الشباب بفيروس كورونا سيء للغاية منذ بداية العام الحالي 2021، فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 لـ 29 سنة، هم الفئة الأكثر وفاة والتي قفزت لتصبح 1000%،

وأخيرا ، فإن على العلماء والباحثين دورا كبيرا في الدراسة والمقارنة بين فصائل الدم المختلفة وماقد يفعله هذا الفيروس الخطير بخلايا الجسم ، والإجابة على تساؤلات عديدة منها ، ماهي علاقة فصائل الدم بمقاومة المرض وسرعة الشفاء منه ؟ وذلك عن طريق وضع إستراتيجية واضحة تشتمل على معلومات كاملة عن المرض ، من حيث الأعمار الأكثر إصابة ووفاة ، ولماذا يصيب الفيروس فئة معينة ويؤدي إلى الوفاة مقارنة بذويهم من نفس الفئة العمرية دون أن تؤدي العدوى إلى الوفاة ؟ ، وماهو العلاج الذي يمكن أن يستخدمه إصحاب الفصائل التي يتجلط بها الدم لديهم سريعا ، وذلك قبل إنتقال العدوى إليهم وبالتلى مع كل هذه الدراسات يمكن العبور إلى طريق النجاة والشفاء .
بقلمي : جمال القاضي