مقالات

الدكروري يكتب عن نوح يدعوا علي إبنه حام

الدكروري يكتب عن نوح يدعوا علي إبنه حام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

يعتقد بعض اليهود استنادا إلى التوراة أن حام بن نبي الله نوح قد شاهد والده عاريا ذات يوم وقام بإخبار أخويه بذلك، وعندما علم نبى الله نوح عليه السلام، بهذا فإنه طلب من الخالق أن لا يبارك سلالة حام، ويعتقد بعض المحللين أن هذه قصة اختلقت فيما بعد عند اجتياح بني إسرائيل لأراضي الكنعانيين الذين كانوا يستوطنون منطقة فلسطين الحالية لكي يبدو الأمر وكأنه تحقيق لنبوءة، ومن أبنائه هو يافث وهو ثالث أبناء نبى الله نوح عليه السلام، ويعتقد أنه من سلالته انبثقت شعوب أوروبا وكان ليافث حسب التوراة سبعة أبناء وهم جومر وماجوج، وتيراس وجافان وميشيخ وتوبال وماداي، ويعتقد أن الفرس واليونانيين والميديين والأكراد والأيرلنديين والهنغاريين والسلوفاكيين والطليان والألمان.

قد انبثقوا من هذه السلالة، وكان كنعان رابع أبناء نبى الله نوح عليه السلام، ومات غرقا في الطوفان لكفره ولم تكن له أي ذرية، وحسب التوراة فإن الخالق قرر أن يمسح بني البشر من الوجود باستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت الأمطار لمدة أربعون يوما وليلة وغطت المياه الأرض لمدة مائة وخمسون يوما واستقرت السفينة على الجودي، وهناك كتابات يهودية لا تعتبر جزء من الكتاب المقدس، وإنما كروايات تم حذفها وفي هذه الكتابات تصوير إلى أن نبى الله نوح عليه السلام، كان شديد البياض عند الولادة بحيث امتلأت الغرفة بالضياء عند ولادته، وأنه بعد ولادته بلحظات بدأ بالصلاة والدعاء للخالق الأعظم وإن بناء السفينة استغرق مائة وعشرون سنة.

وقد أجمع المسلمون أن الطوفان عم جميع البلاد، فقال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، أنه أجمع أهل الأديان الناقلون عن رسل الرحمن مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان وأنه عم جميع البلاد ولم يبق الله أحدا من كفرة العباد استجابة لدعوة نبيه المؤيد المعصوم وتنفيذا لما سبق في القدر المحتوم، وإن الروايات في الإسلام على قولين، وهم قوم قالوا أن كل الناس اليوم من ذرية نبى الله نوح عليه السلام، فعن قتادة غى قول الحق سبحانه وتعالى ” وجعلنا ذريته هم الباقين” قال فالناس كلهم من ذرية نبى الله نوح عليه السلام، وعن ابن عباس يقول ” لم يبق إلا ذرية نوح” ومع هذا فالروايات التي تصنف الناس إلى ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل درجة الصحة.

وقال قوم كان لغير ولد نبى الله نوح عليه السلام، أيضا نسل وذرية، وهذا بدليل قول الله عز وجل ” ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ” وقوله تعالى ” قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ” فعلى هذا معنى الآية ” وجعلنا ذريته هم الباقين” دون ذرية من كفر أنا أغرقنا أولئك، ومعنى الآية ” وممن حملنا مع نوح ” قال القرطبي أنه يريد الخليل إبراهيم عليه السلام وحده أي أن الخليل إبراهيم عليه السلام من ذرية من حمل مع نبى الله نوح عليه السلام لا من ذرية نبى الله نوح عليه السلام، وإن وجد سام فإن إبراهيم ليس من ذريته، وهناك تيار يؤمن بالتفسير الحرفي وليس الرمزي لكل ما ورد في الكتب المقدسة وهذا التيار على قناعة إنه بالفعل كانت هناك سفينة ذات صفات مطابقة لما ورد في الكتب السماوية حسب العهد القديم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock