وقفه مع نبى الله حزقيل ” الجزء الأول “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن أنبياء ورسل الله الكرام عليهم جميعا الصلاة والسلام، الذين بلغوا عن رب العزة سبحانه وتعالى الرساله حيث قال الله تعالى فى حديثه القدسى يا ابن آدم, إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك، ولو أتيتنى بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بى شيئا, ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى, غفرت لك”
ويقول إبليس لرب العالمين عز و جل وعزتك و جلالك لأغوينهم أجمعين فيقول الله تعالى له وعزتى وجلالى لأغفرن لهم ماداموا يستغفروننى” ويقول رب العزو سبحانه وتعالى ” ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربة يقول يأرب ااذن لي أن اغرق ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يأرب ااذن لي أن أطبق على ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم ” ويقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي “أذنب عبدا ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد فأذنب ذنبا فقال اى ربى أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد عبدي فأذنب ذنبا فقال يارب أذنبت ذنبا فقال الله عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
قد غفرت لعبدى فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلى” ويقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي” أوحى الله إلى داود يا داود لو يعلم المدبرين عنى شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا ألي يا داود هذة رغبتي والمدبرون فكيف محبتي بالمقبلين عليا” ويقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي “أنى لاجدنى أستحى من عبدي يرفع إلى يدية يقول يارب ارب فاردهما فتقول الملائكة إلى هنا أنة ليس أهلا لان تغفر لة فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي” وقد جاء في الحديث أن العبد إذا رفع يده إلى السماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فيقول يارب فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبديى” ويقول تعالى فى الحديث القدسى “يا ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم” فكل هذه الأحاديث جاءت إلينا من السماء من رب العباد على لسان رسله الكرام وعلى لسان رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما عن أنبياء بنى إسرائيل الذى سنتحدث عن قصة نبى منهم فلا يوجد نص صحيح صرح فيه بجميع أسماء أنبياء ورسل بني إسرائيل.
ولكن علمنا أسماء بعضهم ممن ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، أو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه، ويجب على كل مكلف الإيمان بمن اصطفاهم الله لنبوته ورسالته، والإيمان بهم على درجتين وهما إيمان مجمل، وذلك بأن يؤمن بكل نبي ورسول، سواء علمنا اسمه أو لم نعلمه، وإيمان مفصل وذلك بأن يؤمن بأن نوحا بعينه نبي ورسول، وكذا إبراهيم وسائر الأنبياء المقطوع بنبوتهم، وهاتان الدرجتان ذكرتا في قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيين من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ” وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ” كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وليس لنبي من بني إسرائيل اسمان إلا نبى الله عيسى عليه السلام وإسمه المسيح، ونبى الله يعقوب عليه السلام واسمه إسرائيل وقد تناسل أنبياء بني إسرائيل من نبى الله يعقوب عليه السلام الذي يسمى إسرائيل، وهو ابن نبى الله إسحاق بن إبراهيم أبي الأنبياء عليه السلام، ولم يرد ذكر أنبياء بني إسرائيل في القرآن الكريم أو السنة النبوية بنص منفرد يجمع أسماءهم وإنما ذكرت أسماؤهم متفرقة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ومن أنبياء بني إسرائيل هم نبى الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ونبى الله أيوب عليه الصلاة والسلام، ونبى الله ذو الكفل عليه الصلاة والسلامن ونبى الله يونس عليه الصلاة والسلام، ونبى الله موسى عليه الصلاة والسلام، ونبى الله هارون عليه الصلاة والسلام، ونبى الله إلياس عليه الصلاة والسلام، ونبى الله اليسع عليه الصلاة والسلام، ونبى الله داود عليه الصلاة والسلام، ونبى الله سليمان عليه الصلاة والسلام، ونبى الله زكريا عليه الصلاة والسلام، ونبى الله يحيى عليه الصلاة والسلام، ونبى الله يونس عليه الصلاة والسلام، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين أرسلوا لغير الإسرائيلين وقد بُعث إلى أهل نينوى، ومن أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السلام، ولم يأت ذكرهم في الكتاب والسنة ولكن ذكروا في كتب أهل الكتاب بأنهم قد بشروا بنبوة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم نوال بن نوتال، وعويديا، وميخاء، وحبقوق، وحزقيال، ويرصفينا، ودانيال، وأرميا بن برخنا، وقد ثبت في كتاب الله تعالى أن بني إسرائيل كانوا يقتلون أنبياءهم، فقد قال الله تبارك وتعالى ” وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بعضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بالله ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ” وقد جاء كذلك في الأثر عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قوله “وكانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمئة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار”
إلا أنه لم يذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية أسماء الأنبياء الذين قتلهم بني إسرائيل، ويغلب على الظن أن الحديث عن أسماء الذين قتلوا وقصصهم هو مما جاء في كتب أهل الكتاب التي بين يديهم، وقد ذكر البيضاوي في تفسيره ثلاثة منهم وهم شعياء عليه السلام، وزكريا عليه السلام، ويحيى عليه السلام، وكان بنو إسرائيل أكثر الأمم التي احتاجت إلى الأنبياء والمصلحين وكان السبب والحكمة في مبعث أكثر الأنبياء في بني إسرائيل هو صفة القوم نفسه فكان من صفات بني إسرائيل أنه ينتشر بيهم التمرد والعصيان ومجتمعهم يمتلئ بالفساد ولا شك إذا كان المجتمع كذلك فإنه يحتاج إلى الكثير من الجهد والإصلاح فلا يكفي مجتمعات كهذه مُصلح واحد، فهم يحتاجون إلى الإصلاح الدائم، وربما لذلك فقد كان أكثر الأنبياء من بني إسرائيل، وهكذا فإن أنبياء بني اسرائيل لم يصلنا عنهم النص الصريح الذاكر لكافة أسمائهم والمُنبأ لنا بكافة أخبارهم، ولكن هناك آيه كريمة في كتاب الله تعالى خبرتنا بالبعض من أسماء الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لبني إسرائيل، وأما عن نبى الله حزقيل عليه السلام، فهو حزقيل بن بوزي بن العجوز حبث وكانت أمه عقيم عجوز حين دعت الله ان يرزقها بالولد لذلك سمي بابن العجوز، وهو أحد الانبياء الذين بعثهم الله الي بني أسرائيل يدعوهم الي عبادة الله والايمان به والبعد عن الكفر والضلال وكان بعد نبى الله موسي عليه السلام.
وقد انتشرت روايتين عن قصة نبي الله حزقيل فالرواية الاولي، وهى في قرية بين بلاد الشام والعراق وقد انتشر وباء الطاعون وخرج القليل من الناس هاربين من المرض، ومات من في القرية الا القليل وبعد ان ارتفع الطاعون رجعوا من خرجوا من القرية سالمين، فعندما وجدوا من تبقي في القرية ان الذين فروا بأنهم نجوا من الموت عزموا عن لو أصابهم الطاعون مرة أخري سيرحلون عن القرية ظنا منهم ان الفرار سيحميهم من المرض والموت، وبعد ذلك أصاب الطاعون القرية مرة أخري وعزم أهل هذة القرية ان يخرجوا بأكلمها لكي لا يصيبهم الموت وكانوا حوالي ثلاثين الفا، حتي وصلوا الي صعيد من الارض وبعث الله تعالى اليهم ملك الموت وقبض روحهم كلهم فماتوا ومرت عليهم دهور طويلة حيث قال الله تعالي عنهم ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ” وقد مر نبى الله حزقبيل علي هؤلاء القوم ووجد عظامهم وأخذ يتفكرفي قدرة الله سبحانه وتعالي علي أحياء الموتي، وأخذ يبكي ويطلب من الله لو أحياهم، فيعمروا الارض ويعبدوك ويستغفروك ويحمدوك علي نعم البعث مرة أخري فقال له الله اتحب ان يبعثوا وانت تنظر، فقال نعم فأمر الله العظام ان ترجع كلا الي صاحبه، ثم بعد ذلك كسي العظام لحما ثم الجلد فأصبحوا أجساد بلا أرواح.
ثم نفخ الله فيه من روحه فأحياهم جميعا وقد افاق القوم كلهم مرة واحدة وهم يرددون سبحان الله سبحان الله، فاردا الله يجعلهم أية لناس بعد ذلك، وكانت تلك المعجزة من المعجزات الكثيرة التي حدثت لبني أسرئيل لعلهم يهتدوا ويتوبوا الي الله عز وجل ولكنهم أصروا علي عنادهم وكفرهم باللهوأما عن الرواية الثانية فقد كان نبى الله حزقيل عليه السلام نبي الي بني أسرائيل يدعوهم لعبادة الله، وحين امرهم بالجهاد رفضوا وعصوا امره خوفا من القتل والموت فقال لهم رجلين يقال لهم يوشع وكالب ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه، فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين، فرفضوا وفروا من القرية خوفا من الجهاد والقتل فبعث الله اليهم ملك الموت فقبض روحهم كلهم مرة واحدة ليعلموا ان الموت والحياه بيد الله ثم بعد ذلك دعي الله تعالى النبي حزقيل عليه السلام ان يحيهم فأحياهم الله مرة أخري وأمرهم بالجهاد، وقال الله تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون” وقال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه، إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى، وهو ابن العجوز، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه، فيما بلغنا “ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت” .