لِمَ لَمْ تُسامح ….؟!

د / محمد الشيخ
الشرقيه
تسألني : لِمَ لَمْ تُسامح؟ فأقول لكَ :لقد سامحتُ، ولكن هناك فرقٌ شاسعٌ بين أن أسامحُ، وبين أن أرْضَى، وبين أن تعود المياه إلى مجاريها، إن بعض الماء قد تعكّر ، وخيرٌ لكَ أن ينقطِع.
سؤالك هذا ذكرني بيوم دخل وحْشيٌ على النَّبي ﷺ معلناً إسلامه، فَقَبِل منه إسلامه، ولكنه قال له : إن استطعتَ أن تُغيِّبَ وجهكَ عنِّي فافعل.
بعضُ الجروح لا تندملُ ولو كان المرءُ نبيّاً،فكيف ببقية الناس وأنا من بقية الناس؟ يا هذا لا تستصغِرْ طعنةً لم تُجربها، ولا تستهِنْ بخُذْلانٍ لم تذُقْه، لا تقُلْ لي سامِحْ ما لم تذُقْ طعمَ جرحي،ولا تقُلْ لي اِغْفِرْ ما لم تتجرع مرارتي،ولا تقُلْ لي تجاوزْ ما لم تُجرِّب تلك المواقف التي تبقى فيها عالقاً إلى الأبد. سامحتُ منذ اليوم الأول للطعنة، سامحتُ لأن المتخاصِمَين يلتقون في الآخرة، وبعض الوجوه لا أريد أن أراها هناك..