مقالات

الدكروري يكتب عن تنهي عن الفحشاء والمنكر

الدكروري يكتب عن تنهي عن الفحشاء والمنكر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اتقوا الله أيها الناس وتمسكوا بدينكم فهو عصمة أمركم وتاج عزكم ورمز قوتكم وسبب نصركم فاتقوا الله واختموا عامكم بالتوبة والإنابة والمداومة على الأعمال الصالحة واتقوا الله وأحسنوا إلى الخلق وذروا الغيبة والنميمة وأذية المسلمين، حيث قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه ” متفق عليه، فاختموا عامكم بالبر والتقوى واملئوا صحائف أعمالكم بالاستغفار والافتقار إلى الله الواحد القهار، واحذروا المعاصي المهلكة، فالربا والزنا واللواط

 والرشوة والكذب والبهتان من العظائم، وأشد الجرائم ولا تمنعوا الزكاة فتمنعوا المطر، ويقول القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية ” وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون” 

بأنه أخبر الله تعالي بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر, وذلك لما فيها من تلاوة القران المشتمل على الموعظة، والصلاة تشغل كل بدن المصلي فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه, وذكر أنه واقف بين يديه وأنه مطلع عليه ويراه, صلحت لذلك نفسه وتذللت، وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها ولم يكد يفتر عن ذلك حتى تظلله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة” وكما أن الوقار والسكينة والهدوء والانضباط داخل المسجد, يعين الفرد على النظام والوقار والأدب, فيدخل إليها الداخل فيزداد أدبه وإيمانه, ويشتد في الخُلق والحق بنيانه، ولهذا نرى أن الإسلام نهى عن الضحك واللعب واللغو في المساجد، والدولة الإسلامية لن تقوم. 

والدين لن ينتشر والخير لن يعم إلا بأولئك الرجال الذين تربوا في المساجد, ولهذا بدأ صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، ومن الأدوار العظيمة التي يؤديها المسجد في إصلاح المجتمع أنه يسهم إسهاما كبيرا في تعليم العلم للناس, فتصبح المساجد جامعات ومنارات علمية وفكرية رائدة, تدرس فيها العلوم المختلفة ويتخرج منها علماء عمالقة في كل المجالات, وفي مختلف المهن والكفاءات، فقد كانت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم، وهذا أبو هريرة رضي الله عنه مرَّ ذات يوم بسوق المدينة فوقف عليها وقال “يا أهل السوق ما أعجزكم” قالوا وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال “ذاك ميراث النبي عليه السلام يقسم وأنتم هاهنا، لا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه” 

قالوا وأين هو؟ قال “في المسجد” فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لم يبرح مكانه حتى رجعوا فقال لهم “ما بكم؟” فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نرى شيئا يقسم, فقال لهم أبو هريرة “وما رأيتم في المسجد أحدا؟” قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة “ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم” رواه الطبراني، وكان المسجد ملتقى الأدباء والشعراء والمتخصصين, فعن أبي هريرة رضي الله عنه “أن عمر رضي الله عنه مرَّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك” رواه مسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock