من ينقذ الآثار من العابثين بالتاريخ
شريف هاشم
باحث أثرى
الشرقيه
كارثه جديده كارثه بكل المقاييس البدء في هدم قصر توفيق باشا اندراوس بالاقصر
يقع علي نيل الاقصر
القصر في حرم معبد الاقصر
وهذا القصر يرجع تاريخ إنشاءه إلى عام1897
وينسب القصر إلى أندوراس باشا
هو قصر بناه (يسى باشا أندراوس) وهو والد (توفيق باشا) الزعيم الوفدي والشخصية الوطنية المعروفة والمشهود له بالأعمال الوطنية الجريئة.
ويمتلكه عائلة اندراوس باشا التي تنتمي الي مدينة قوص بمحافظة قنا
وهي العائلة التي كانت تعمل بالتجارة ثم نزحوا الي الاقصر وقاموا بالعمل بالاشغال الفندقية وأسسوا فندق سافوي
تم تأسيس القصر على نمط الطراز الايطالي، حيث حمل بداخله العديد من الرسومات الإيطالية على الأسقف والحوائط.
ويتكون من طابقين، ويوجد بكل طابق العديد من الغرف المبنية على (الطراز الإيطالي) الفريد.
يحتوي القصر على عدد كبير من الكنوز والقطع الأثرية النادرة. من أهمها: أنه يوجد بداخله سيارة مطلية بالذهب، وهي تعود لـ (جميل بك) ابن توفيق باشا، وحفيد يسي باشا
وقد كان القصر شاهدا على تفاصيل حكاية (توفيق باشا) مع الزعيم سعد زغلول ففي عام 1921 بعد أن تحدى توفيق باشا مدير الأمن العام، ومنع الباخرة التي يستقلها (مدير الأمن) من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام،
كما شهد القصر أيضا وفاة توفيق باشا في عام 1935 وكان حينئذ جنديا مدافعا عن حقوق مصر وأبناء الأقصر، فبكاه الأقصريون
وعن العائلة
فظل الجد الاكبر للعائلة “بشاري اندراوس” يعمل بالتجارة وانجب ولدين هما “توفيق وياسا” وقد سلكا طريق السياسة فقد حصل ياسا باشا علي البكوية ثم البشوية، بينما حصل توفيق علي البشوية مباشرة دون المرور علي البكوية. وقد كان يطلق علي ” توفيق اندراوس باشا ” لقب سبع الصعيد بعد مبايعته للزعيم سعد زغلول بإسم المسيحيين
وكان يتولي بنفسه إعداد مؤتمرات حزب الوفد، والذي حاز علي محبة الصعيد خاصة بعد تحديه للحكومة اثناء زياره سعد باشا زغلول للاقصر، ورفض الحكومة استقبال الباخرة التي حملت زعيم الامة، فواجه “توفيق” الحكومة ووقفت الباخرة في منطقة قصره، وله عبارته المشهورة “احنا حنرجع سعد بالقوة، وانا عندي رجالتي
وكان الشقيقان “توفيق وياسا” من هواة جمع الاثار وقد وهب توفيق اندراوس ما يقرب من 100 فدان لبناء المساجد والكنائس، خصص جزء كبير منها لبناء مسجد سيدي ابو الحجاج بالاقصر.
و تزوج اندراوس باشا من السيدة “زاهية حبيب” ابنة حبيب باشا شنودة عمدة اسيوط، انجب منها خمسة ابناء ولد وثلاث بنات علي الترتيب التالي “جميل وجميلة و صوفي ولودي
وقع اختيار (توفيق باشا) نائبا عن دائرة الأقصر في انتخابات مجلس الأمة وفاز بأغلبية ساحقة، ثم أعيد انتخابه مرات عديدة وفاز بها لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته.
. وفي ذكرى الأربعين حضر الزعيم (مصطفى النحاس) رئيس الحكومة المصرية آنذاك حفل التأبين بالقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه.
من العجيب والغريب أنه يُحكى أن الإمبراطور الإثيوبي (هيلاسلاسي الأول) حضر إلى القصر، وطلب مصاهرة العائلة عبر التقدم لخطبة إحدى بنات (توفيق باشا) لكن تم رفضه منهن جميعا.
وفي العقود الأخيرة نشبت خلافات ونزاعات بين (ابنتي) توفيق والحكومة من أجل انتزاع القصر وإعادته إليهما، وقد حكمت المحكمة فيما بعد بإعادته إليهما
. لكن العجيب أنه وفي الـ 7 من يناير عام 2013 استيقظ أهالي الأقصر على أبشع جريمة قتل مرت بها؛ فقد عُثر على جثتي “لودي وصوف” ابنتي توفيق باشا وهما ملقاتان بجوار سلم بالقصر، بعد أن تم قتلهما بآلة حادة على رأسهما، وكانتا حينها في العقد الثامن من عمرهما، ولم تعرف الدوافع والتفاصيل، كما عثر علي مجوهراتهم سليمه والقطع الفنيه موجوده لم تمس،
ومن فتره تم القبض على مجموعه من المواطنين بزعم انهم قاموا بالحفر والتنقيب بحثا عن اثار وتدهورت حالته المعماريه نتيجه اعمال الحفر وانكر هؤلاء واتهموا الشرطه بالقيام بالحفر، ولا نستطيع الوقوف علي ملابسات الحادث ووقائعه الاصليه، ولكن ترك القصر مهمل من الداخل
وتم تشكيل لجان من المحافظه لجرد محتويات القصر وما يحتويه من تحف فنيه، وصدر بعدها قرار من محافظه الاقصر لهدمه، ورفض اهالي الاقصر القرار وصار غضب عارم بين الاهالي،لانهم يعتزون ويفتخرون به اعتزازهم بمعابدهم وكنائسهم ومساجدهم، ويتباهون به واطلقوا عليه(بيت الامه الاقصري)
والسؤال هل صدر قرار من اللجنه الدائمه للاثار بهدمه بزعم استكمال طريق الكباش، ولم يكن هناك حل اخر
وهل اكتشفوا الان فقط انه يحجب معبد الاقصر، رغم انه يقع في حرمه منذ بنائه
الم يكن الاجدر والافضل صيانته وترميمه واستغلاله سياحياً لموقعه النادر والعظيم وأيضاً للأبعاد التاريخيه والتراثيه،
وهل يتم إزالة وهدم معلم اثري وتراثي وتاريخي مر عليه اكثر من مائه وعشرون عاما لاستكمال اثر
يتم هدم القصر حالياً تحت جنح الليل البهيم.. ولله الأمر
تراث يتم محوه وهدمه؟ 
