أخبار مصر

الدكروري يكتب عن العظيم في الصبر وفي الكرم

الدكروري يكتب عن العظيم في الصبر وفي الكرم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 15 نوفمبر 2023

الحمد لله الذي خلق البشر، وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر، وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر، اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد الذي لا ند لك وكل شيء هالك إلا وجهك، اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا فيك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا بك، ومن الذل إلا لك، ومن الرجاء إلا فيك، ومن الرهبة إلا إليك، إن الإسلام هو دين الله في الأرض يوم خلق الإنسان.

وبعث به جميع الأنبياء الى أممهم وأقوامهم، وكذلك جاءت رسالة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم مسك الختام، فهي الرسالة الخاتمة والمصدقة للرسالات السابقة وللأنبياء السابقين، وكذلك مهيمنة على الكتب السالفة، وهذه الرسالة التي ختم الله بها الرسالات صالحة لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ولقد كانت من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم هي معجزة نبع الماء من يديه صلي الله عليه وسلم، فيقول أنس بن مالك رضى الله عنه “خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان عددنا ما يقارب سبعمائة، فالتمسنا ماء فلم يجدوا ماء ووجدوا أداوة فيها قطرات فقال صلي الله عليه وسلم، لأنس أو بلال اسكب عليّ، فسكب على يده الشريفة.

فقال صلي الله عليه وسلم، باسم الله، ودعا بالبركة فأخذت أصابعه تثور بالماء كالأنهار أو كالغيول من بين يديه” ويشرب الناس ويروون إبلهم ويغتسلون ويتوضئون به ويبقى عندهم ماء، ويعيش رسول الله الله صلي الله عليه وسلم، فيكون أذكر الناس لرب الناس كلامه ذكر ونومه ذكر ويقظته ذكر وأكله وشربه ذكر, وممشاه ذكر، وجهاده ذكر، فهو الذاكر لله عز وجل، فكان صلي الله عليه وسلم، لا يفارق الذكر لسانه ولا قلبه ولا عينه ولا أذنه فأصبح صلي الله عليه وسلم، إنسانا يعيش بذكر الله, ويحيا بهذا الذكر ويعلمه الناس حيث قال الله تعالى ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وإن أعظم القلوب هو قلب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويعيش صلي الله عليه وسلم، عالم الأخلاق فإذا على أخلاقه تدار أخلاق العباد برهان وميزان وعرفان.

فإذا هو العظيم في الصبر وفي الكرم والعظيم في الحلم وإذا جزئية من أخلاقه تكفي لعالم من الناس وأنت إذا استقرأت أحوال الصحابة تجد فيهم رضوان الله عليهم الكمال النسبي، أما الكمال المطلق البشري فللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والنبي صلي الله عليه وسلم، يعيش متبسما ومتواضعا وصبرا وشجاعة وكرما، فيقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه “ما رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم، إلا تبسم” والتبسم هذا يسميه بعض العلماء هو السحر الحلال قيل لعالم من العلماء ما هو السحر الحلال؟ قال التبسم في وجه الرجال، والتبسم سهل وهو يباع في الأسواق بلا ثمن وهو أرخص العملات وما بيع أبدا بقيمة وقد وجدوه أرخص ما يسام، ولكنه غالي ونفيس عند الأتقياء والمتكبرون لا يتبسمون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock