مقالات

لغة من ارقى اللغات .. ليس لها  حروف ولا قواعد ولا أبجديات

  بقلم. د. صالح وهبة

لغة تعبر عما يعجز اللسان عن قوله ، تمكنك من قراءة أفكار الناس وما يدور في أذهانهم ، لغة فريدة ، ليس لها حروف أو قواعد أو جمل بل هي لغة إنسانية عاطفية يفهمها جميع البشر الصغار والكبار ومن خلالها نشعر بجميع المشاعر الإنسانية من خلال نظرة واحدة ألا وهي لغة العيون ، وصدق قول الشاعر : 

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيناي في لغة الهوى عيناك . 

دعنا نتبحر في خضم هذه اللغة الجميلة ونتعلم كيف تكشف لنا عن أسرارها وما تخفيه من مشاعر واحاسييس من خلال ومضاتها ونظراتها. .

إن البياض الذي يحيط بحدقة العين يجعلنا نعرف جيدا الجهة التي ينظر إليها المتحدث ونعرف منها متي يغير تركيزه أيضاً وهي صفة يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات.

حركة العين الجانبية بطريقة لا إرادية باتجاه اليمين أو اليسار مؤشر قوي لانشغال الشخص في التفكير ، وقد أثبتت الدراسات أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يحركون نظراتهم جانبيا ويعتادون على تثبيتها في جانب واحد هذا مؤشر علي شخصية مفكرة تحليلية اذا كانت نظراته الى جانب اليمين ، وتدل على شخصية مبدعة اذا كانت نظراته الى جانب اليسار .

كثير من الأحيان يلجأ الضيف عند الحوار مع المذيعة (على سبيل المثال) إلى النظر لأسفل عدة مرات في أثناء حديثه، وهذا مؤشر على الخزي أو الشعور بالذنب لأنه يكذب في حديثه أو يبالغ فيه أو غير متأكد منه، لذلك تغلبه هذه النظرات الهابطة لتفضح ما يخفيه عن الآخرين 

إذ رأيت شخص حاول خداعك أو المزاح معك بكلماته ، فإن عيناه لا تكذبان ، فانظر جيدا الى حافتي عينيه من الجانبين، فإذا وجدت التجاعيد الدالة على ابتسامة العينين فاعلم أنه يخفي عليك شيئا ما ، وقد تكون الابتسامة حقيقية في معرض الترحيب والبشاشة في الوجه اذا صاحبتها ابتسامه الشفتين أيضا .

إن التحديق من خلال توسيع حدقة العين اذا اقترنت بارتفاع الحاجبين لأعلى فهذا مؤشر على وجود مشاعر مزعجة من الخوف أو القلق أو المفاجأة وهذا قد يحدث أحيانا أثناء حوار المذيعة مع الضيف عندما يفاجأ بسؤال محرج .

يحدد حجم إنسان العين (البؤبؤ ) نوع المشاعر التي تسيطر على الشخص، فإذا كان الشخص مثارا أو مهتما بأمر ما ، فإن إنسان العين يتسع ويستمر التحديق مع إشعاع العين ، وذلك دليل على السعادة والاهتمام ، على النقيض بأن إنسان العين يضيق ، مؤشر للشعور بالحزن والفتور والاكتئاب.

 إن استقامة النظر في عيني المتحدث بطريقة مباشرة ، يبعث رسائل واضحة من الارتياح والاهتمام بالحديث والثقة فيه، لذلك نجد العديد من خبراء التنمية البشرية والمدربين يحرصون على الاتصال المباشر مع عيون المحاورين وذلك لإعطاء انطباع إيجابي أولي عن الحوار .

عدم ثبات النظرات ، فنجدها نظرات حائرة، وتشير إلى أن أصحاب هذه النظرات يتصفون بالخداع وأنهم غير مخلصين وغير جديرين بالثقة ، وقد تتجه هذه النظرات لأعلى لتدل على الملل والضيق والرغبة في الانصراف أو التوقف عن المحادثة مع من يحاوره.

تغطية العينين باليدين أو المسح عليهما بطريقة لا شعورية مؤشر على تجاهل شىء لا يريد سماعه أو عدم الاهتمام بما يقال .

وفي النهاية 

لغة العيون من أرقى اللغات وأقواها ، وهي وسيلة الاتصال غير اللفظي .. لغة واحدة فريدة من نوعها .. وفي كثير من الأحيان تكمن أهميتها في المقابلات الشخصية أو أثناء المفاوضات التجارية أو إنجاز موعد ، كل ذلك قد يعتمد نجاحه في قدرتنا على نقل رسائل صحيحة من خلال لغة العيون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock