دين ودنيا

الدكروري يكتب عن علامات الصادقين المتقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

يجب على الإنسان المسلم العاقل البالغ أن يعرف أن المحافظة على المصالح العامة، وعدم تقديم مصلحته الخاصة عليها واجب ديني، ووطني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا ضرر ولا ضرار ” وأن تقصيره في ذلك محاسب عليه ومجزي به، فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين مَن لم يتخلق بهذا الخلق؟ فليت المسلمين اليوم يتخلقون بهذا كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة، وقيل أنه لم يحضر أنس بن النضر غزوة بدر.

فحزن لذلك، ثم قال يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين فيه، ولئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتال المشركين ليرين ما أصنع، وهكذا أخذ أنس بن النضر عهدا على نفسه بأن يجاهد ويقاتل المشركين، ويستدرك ما فاته من الثواب في بدر، فلما جاءت غزوة أحد انكشف المسلمون، وحدث بين صفوفهم اضطراب، فقال أنس لسعد بن معاذ يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد، ثم اندفع أنس يقاتل قتالا شديدا حتى استشهد في سبيل الله، ووجد الصحابة به بضعا وثمانين موضعا ما بين ضربة بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم، ولم يعرف أحد أنه أنس بن النضر إلا أخته بعلامة في إصبعه” رواه البخارى ومسلم.

فكان الصحابة الكرام يرون أن الله قد أنزل فيه وفي إخوانه قوله تعالى فى سورة الأحزاب ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” وإن الوفاء خصلة كريمة من خصال الإسلام، وشعبة عظيمة من شُعب الإيمان، وشيمة كريمة من شيم الرجال حتى في الجاهلية قبل الإسلام، فما ظنكم بدين ركنه وعماده الأخلاق، فما جاء الإسلام إلا ليعلي وليشيد بنيان الأخلاق، وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تدعم الثقة بين الأفراد، وبها تقوى أواصر الترابط التعاون في المجتمع، وبها تحفظ الحقوق وتنجز الأعمال وقد جعل الله الوفاء قواما لصلاح أمور الناس فقال عز وجل فى سورة البقرة.

” وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون” والوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد، فقال جل شأنه فى سورة الإسراء ” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” وقال تعالى فى سورة النحل “وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم” والوفاء له أنواع كثيرة، وجوانب متعددة ألا وإن من أعظمها الوفاء مع الله تعالى، فبين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى عهد عظيم مقدس و هو أن يعبده وحده لا يشرك به شيئًا، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامه إنا كنا عن هذا غافلين”

وعليه أن يتجنب خطوات الشيطان واتباع سبيله، فيقول الله عز وجل فى سورة يس ” ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين” فالإنسان يدرك بفطرته السليمة، وعقله أن لهذا الكون إلها واحدا مستحقا للعبادة هو الله سبحانه، وهذا هو العهد الذي بيننا وبين الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به؟ فيقول نعم، فيقول قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي” ومن الوفاء لله الوفاء لدين الله الذي شرعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock