الدكروري يكتب عن الصحابة وتدوين القرآن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد اشتهر عدد من الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، في تدوين القرآن الكريم، ومنهم من ظهر في مكة المكرمة أي قبل الهجرة، ومنهم من ظهر في المدينة المنورة أي بعد الهجرة، وقد جمع بعض

المؤرخين ستة وعشرين كتابا، بينما وصل البعض الآخر منهم إلى اثنين واربعين كتابا، وكان من كتاب الوحي الذين ظهروا في مكة المكرمة، وكان أشهرهم، الإمام علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، والأرقم بن أبي الأرقم، وطلحة بن عبد الله، وخالد بن سعيد بن العاص، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أبي بكر، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومى رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وكان كتاب الوحي في المدينة المنورة، أبو أيوب الأنصاري، وخالد بن زيد، وأبي ابن كعب.
وزيد بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومعاذ بن جبل، رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وكان كتاب الوحي بعد صلح الحديبية، أبو سفيان صخر بن حرب، ويزيد بن أبي سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد، وجُهم بن سعد، وجهم بن الصلت ابن مخرمة، والحصين بن النمير، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن الأرقم، والعباس بن عبد المطلب، وأبان بن سعيد بن العاص، وسعيد بن سعيد بن العاص، والمغيرة بن شُعبة، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، العلاء الحضرمي، رضى الله تعالى عنهم أجمعين، ولعل كتابة الوحي هم جزء أساس في حفظ القرآن لنا وشروحاته، تماما كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويرى بعض المؤرخين، أن فكرة كاتب الوحي كانت أول اجتهاد فعلي في الدين الإسلامي.
مما زاد من فكرة الإجتهاد كما أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لم يوقفها بل حث على الإجتهاد والتفكر والتعلم طوال حياته الكريمة، وكما كان هناك رجل له اجتهاد في القرآن الكريم وهو من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم ومن الدهاة حاضري الجواب، وهو كذلك عالم نحوي وأول واضع لعلم النحو في اللغة العربية وهو الذى شكل أحرف المصحف، ووضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وهو من وضع النقاط على الأحرف العربية وأول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وقد ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن به لكنه لم يره.
فهو معدود في طبقات التابعين، وقد صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج، ويُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقا المذهب البصري في النحو، وقد وصفه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء بقوله كان من وجوه شيعة علي، ومن أكملهم عقلا ورأيا، وكان معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدثين، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدهاة، والنحاة، وحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء، والصُلع الأشراف، وهو ظالم بن عمرو بن ظالم.
زر الذهاب إلى الأعلى