مقالات

الدكروري يكتب عن مكارم الأخلاق

الدكروري يكتب عن مكارم الأخلاق

الدكروري يكتب عن مكارم الأخلاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن من طبيعة البدعة التمدد والتفجر، ثم التنقل من بلد إلى بلد، بحيث تشتهر
inbound877265459031510351
وتنتشر، والدفع أيسر من الرفع، ومثله ما يفعله الناس في رجب بإسم الإسراء والمعراج، فكل هذه من البدع التي يقود بعضها إلى بعض، حتى تكون الآخرة شر من الأولى وتكون في كل عام شر من الذي قبله، فهذا المولد في الأمصار يفعل فيه أشياء من المنكرات، من ضرب الدفوف والمعازف، وشرب الخمور واجتماع الرجال مع النساء، وغير ذلك من المفاسد ويسندون هذه الأفعال إلى محبة الرسول صلي الله عليه وسلم وهي تنافي محبته. 
وفي يوم المولد المزعوم يتم الاحتفال بنظام وتقليد معين، حيث تقام فيه شعائر مخصوصة وتلقى أشعار تتضمن الشرك الصريح والكذب الواضح وعند مقاطع معينة من هذا الشعر يقوم الحاضرون قياما على أرجلهم زاعمين أن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة فيمدون أيديهم للسلام عليه، ويوضع كأس للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرب منه حين قدومه إليهم، ويجعلون مكانا خاصا ليجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم بجانب كبيرهم الذي يدعي أنه من نسله، ثم بعد ذلك يبدأ التذكير بقراءة سيرته وحياته صلى الله عليه وسلم ويصاحب القراءة هز للرأس والجسم شمالا ويمينا، وربما اجتمع الرجال والنساء جميعا مع مشاركة للمعازف وآلات الموسيقى في مثل هذه الاحتفالات، فهل بمثل هذه المنكرات والمخالفات يكون إحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ 
وأن أصحاب هذه الموالد البدعية، يتشبهون من حيث لا يشعرون بأعداء الله النصارى حيث كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى كالشام ومصر، يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده وميلاد أسرته، فسرت تلك البدعة إلى المسلمين، وقال الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بأعداء الدين فقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم، رواه الإمام احمد، وإن بالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدم، وهي دليل على بقاء الحضارات وتقدم شعوبها ورفعتهم فيقل معدل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حساب الفقراء والضعفاء، وإن مكارم الأخلاق جُمعت في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. 
فمن تحلى بخُلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد تحلى بمكارم الأخلاق، وإن من هذه المكارم هو الحياء، فالحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فعل ما يغضبه، وأيضا الحياء من الملكين اللذين يكتبان الأعمال، والحياء من فعل المعاصي والذنوب والكبائر، فالحياء هو خُلق الإسلام الذي تميز به عن كل الأديان السماوية، وأيضا من مكارم الأخلاق العفو والصفح، فالعفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة فى عفو مع عجز أو ضعف، إنما العفو هو أن تمتلك القدرة على الثأر والعقاب لكنك تؤثر العفو والسماح إرضاء لله عز وجل، وأيضا الصفح الجميل وهو أن تسامح وتصفح دون أن تلحق ذلك بالمن والتذكير بعفوك أمام الناس، وإن أشهر أمثلة العفو ما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش يوم فتح مكة عندما قال صلى الله عليه وسلم لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock