مقالات

قرأت لك «طاعون» الصحافة و«سرطان» الأمن القومي

 

صدمة_كبيرة

وأزمة_نفسية 1

حماد الرمحى يكتب متابعة عادل شلبى

انتابتني عند مطالعتي لبعض المستندات والطلبات المقدمة للعديد من الجهات الحكومية والمزيلة بتوقيعات مزورة وملفقة باسم «صحفي»!.

وبعد السؤال والتحري اكتشفت أن جميع هذه الطلبات مقدمة من أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، وليسوا أعضاء بنقابة الصحفيين، وأنهم في حكم القانون مجرد «منتحلي صفة صحفي» أو أنهم من أصحاب «الكيانات الوهمية» التي تحمل إسم الصحافة والإعلام، والتي باتت تمثل «طاعوناً» في قلب مهنة الصحافة والإعلام، و«سرطاناً» في جسد الأمن القومي للبلاد.

سامعك_بتقول.. وما علاقة الأمن القومي بالكيانات الصحفية الوهمية؟!

هبسطهالك_

لدينا في مصر 3600 رخصة صحفية أجنبية و«كياناً وهمياً» وجميعها يحمل أسماء صحفية وإعلامية.. وعلى فرض أن كل كيان من هذه الكيانات يعمل به خمسة أفراد فقط، فيصبح إجمالي عدد «منتحلي الصفة» في مصر 18 ألف منتحل، في حين أن إجمالي عدد الصحفيين أعضاء نقابة الصحفيين لا يتجاوز 12.5 ألف صحفي!

الغريب والمريب أن من بين هذه التراخيص الأجنبية رخص تحمل أسماء المؤسسات الصحفية الكبري مثل الأهرام والأخبار والجمهورية والشرق الأوسط، وإن كانت أسماء محرفة لضمان تمرير الموافقة على الرخصة ممثل «الأهرام اليومية» و«الأهرام الدولية» و«الأهرام الكندية» و«الأخبار الدولية

يا_داهيه_دقي.. هي وصلت لكده!

لا_طبعاً الموضوع تخطى ذلك بكثير ووصل إلى حد الفجر!!

حيث قام «مقاول» إسكندراني بتأسيس شركة في هيئة الإستثمار أطلق عليها اسم «نقابة الصحفيين والإعلاميين» وأسس بداخلها نقابة عمالية لرعاية مصالح عمال الشركة وحصل على رخصة وإشهار رسمي من وزارة القوى العاملة باسم «نقابة الصحفيين والإعلاميين» ويقوم بعمل تعاقدات مع عمداء كليات ومعاهد الإعلام على تدريب «أشبال الصحفيين» مقابل 5000 جنيه لكل طالب!.

كما يقوم بمنح صفة صحفي لعمال التراحيل و«مرتزقة الصحافة» والنصابين ومنتحلي المهنة، ووصل به الأمر إلى استخراج بطاقات الرقم القومي وجوازات السفر التي تحمل صفات صحفية وإعلامية في كارثة تهدد الأمن القومي للبلاد!!

هترجع_تسألني.. وما علاقة الأمن القومي بالبطاقة أو الكارنيه المزور؟!

هبسطهالك_

كما علمنا أن هناك 18 ألف «منتحل» يمارسون حياتهم اليومية باسم «صحفي» بالنصب والإحتيال وهذا يعني أن هناك:

◄18 ألف «منتحل» يدخلون جميع الدواووين والمكاتب الحكومية باسم «صحفي» ويقومون بجمع المعلومات التي تستخدم في «ابتزاز المسؤلين» وتحقيق مصالحهم الشخصية.

◄18 ألف «منتحل» و«كيان وهمي» يتم استخدام العشرات منهم في تصوير لقطات مسيئة وفيديوهات مفبركة لتشويه صورة الدولة المصرية.

◄18 ألف «منتحل» و«كيان وهمي» يتم استغلالهم واستقطابهم بـ«الدولارات القذرة» للعمل من «الباطن» لحساب قنوات «الشرق ومكملين والجزيرة» بما يهديد الأمن القومي للبلاد.

◄18 ألف «منتحل» و«كيان وهمي» تورط بعضهم في الترويج للأفكار الهدامة والشائعات المغرضة والممنهجة والممولة من الخارج لضرب الأمن القومي للبلاد.

◄18 ألف «منتحل» و«كيان وهمي» يتسولون على موائد السفارات الأجنبية ومقرات السياسيين ويهدرون على أبوابهم كرامة الصحفيين!

◄18 ألف «منتحل» و«كيان وهمي» يزاحمون الصحفيين الشرعيين عملهم في الدواووين الحكومية، وقد نجح بعضهم بالواسطة والمحسوبية والأساليب الملتوية في طرد بعض الصحفيين من أماكن عملهم!

أما الكارثة الكبرى فإن هناك العشرات من هؤلاء «المرتزقة» و«منتحلي الصفة» نجحوا في اختراق ساحة الإعلام ودنسوا «أثير» الإذاعات والقنوات الفضائية ببرامجهم الهابطة، وألفاظهم النابية، ومعلوماتهم السطحية، وأسلوبهم الرث، مما تسبب في تراجع مكانة «الصحفي والإعلامي» أمام الرأي العام، وساهموا بشكل كبير في إهدار كرامة «صاحبة الجلالة» وإجبارها على التنازل عن الكثير من عرشها.

ولا ينكر أحد أن «العتبات المقدسة» لـ«صاحبة الجلالة» فقدت الكثير من قدسيتها بعد أن اخترق حصونها بعض «المرتزقة» الذين حرفوا رسالتها وأهدافها من مهنة لنشر «العلم والثقافة والتنوير» ومهنة تصون أركان «القيم والأخلاق» ومهنة تقود قطار «التنمية» في البلاد، ومهنة تحرس الأمن القومي للبلاد، إلى مهنة للتسول والإسترزاق والإبتزاز وتهدد الأمن القومي للبلاد، وهو الأمر الذي يستلزم وقفه جادة من كل صحفي غيور على مهنته، وكل مسؤول غيور على وطنه، ونقابة الصحفيين من جانبها تتبنى حالياً حملة ضخمة لمواجهة «منتحلي الصفة» و«الكيانات الوهمية»، ولا نتوانى لحظة عن تقديم بلاغ للنائب العام ضد كل من يثبت تورطه في أي جريمة تمس مهنتنا العريقة.

حماد الرمحي

عضو مجلس نقابة الصحفيين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock