أخبار مصر

الدكروري يكتب عن المهدي يصنع البرامكة

الدكروري يكتب عن المهدي يصنع البرامكة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الدولة العباسية وعن البرامكة ومنهم يحيي بن خالد البرمكي، وكان خالد البرمكي أول من نظم دواوين الدولة العباسية في خلافة أبو العباس السفاح، وقد اتخذ البرامكة كتابا بلغاء عملوا في دواوينهم، ومن أبرزهم إسماعيل بن صبيح،
ويوسف بن صبيح، والليث بن نصر بن سيار، وأنس بن أبي شيخ، والفضل بن سهل وأخيه الحسن بن سهل، وسهل بن هارون،
وعمرو بن مسعدة، وقيل أن جابر بن حيان كان في جملة البرامكة ومنقطعا إليها، ومتحققا بجعفر بن يحيى، وبعد وفاة خالد بن برمك ظهر ابنه يحيى الذي كان سديدا صائب الآراء حسن التدبير، ضابطا لما تحت يده، قويا على الأمور.

وقد قربه الخليفة المهدي إليه، وأصبحت العلاقة وثيقة بينهما بدليل أنه حين ولد الفضل بن يحيى في سنة مائة وسبعة وأربعين من الهجره، قبل ولادة الخيزران للرشيد بسبعة أيام، أرضعت الخيزران الفضل من لبان ابنها، فكان الفضل بن يحيى أخا للرشيد من الرضاع، وفي السنة الثالثة من خلافة المهدي أي في سنة مائة وواحد وستين من الهجرة، عهد إلى يحيى البرمكي تربية ابنه هارون وتأديبه، وفي السنة مائة وثلاثة وستين من الهجرة، ولى ابنه هارون المغرب كله وأذربيجان وأرمينية، وجعل يحيى على ديوان رسائله، وبعد وفاة المهدي تولى الخلافة ابنه الهادي، فأبقى يحيى على وظائفه السابقة، وخلال مدة قصيرة في حوالي السنة، حاول الهادي نقل ولاية الرشيد إلى ابنه جعفر لتبقى الخلافة في نسله.

وتبعه في ذلك عدد من قواد الدولة العباسية منهم يزيد بن مزيد وعبد الملك بن مالك وعلي بن عيسى، فخلعوا هارون وبايعوا جعفر بن موسى، ولكن يحيى لم يرضي بهذه المبايعة،

وبقي على إخلاصه للرشيد وثبت في المحافظة على حقه في ولاية العهد، ولم يكتفي بذلك، بل حرض الرشيد على عدم التنازل عن حقه، فأخبر بعضهم الهادي بأنه ليس عليك من هارون خلاف وإن من يفسده يحيى بن خالد، فقالوا ابعث إلى يحيى وهدده بالقتل وارمه بالكفر، فأغضب ذلك موسى الهادي على يحيى بن خالد، وقد ذكر أبو حفص الكرماني أن محمد بن يحيى بن خالد حدثه قال بعث الهادي إلى يحيى ليلا، فأيس من نفسه وودع أهله، وتحنط وجدد ثيابه، ولم يشك أنه يقتله، فلما أدخل عليه قال يا يحيى ما لي ولك.

قال أنا عبدك يا أمير المؤمنين، فما يكون من العبد إلى مولاه إلا طاعته، قال فلم تدخل بيني وبين أخي وتفسده علي، فقال يا أمير المؤمنين من أنا حتى أدخل بينكما، إنما صيرني المهدي معه، وأمرني بالقيام بأمره، فقمت بما أمرني به ثم أمرتني بذلك، فانتهيت إلى أمرك،

قال فما الذي صنع هارون، قال ما صنع شيئا، ولا ذلك فيه ولا عنده، قال فسكن غضبه، وقد كان هارون طاب نفسا بالخلع،

فقال له يحيى لا تفعل، فقال أليس يترك لي الهنيء والمريء فهما يسعانني وأعيش مع ابنة عمي، وكان هارون يجد بأم جعفر وجدا شديدا، فقال له يحيى وأين هذا من الخلافة ولعلك ألا يترك هذا في يدك حتى يخرج أجمع، ومنعه من الإجابة.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock