دين ودنيا

الدكروري يكتب عن من لا يَرحم لا يُرحم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من حق الجنين ألا تسقطه أمه، أي أنها لا تريد إنجابا فتسقط الجنين، أو الأب لا يريد ولدا يأمرها أن تسقط الجنين، فإن هذا معاقب عليه في الإسلام، وعلى الأم التي تتناول دواء لتسقط ابنها، أو الأب الذي يأمر زوجته بإسقاط الحمل، فإن عليهما دية في الإسلام، وهي دية قتل نفس، فحق الحياة مكفول لكل إنسان، فقال الله عز وجل ” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا” وبذلك شدد الإسلام على قاتلي أطفالهم وتوعدهم الله بالخلود في النار، وكما أن مؤتمرات السكان في الغرب تدعو إلى الإجهاض الآمن، بل إن مؤتمرات السكان تتمنى أن أية فتاة حملت سفاحا أن تتجه إلى أي مستشفى حكومي، وأن تطلب الإجهاض من دون أن تسأل.

بينما في هذا الدين العظيم الفتاة التي تحمل تسأل، كيف حملت وأنت لست متزوجة؟ وفي حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت الوليد، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى النبي عليه الصلاة والسلام بدية إلى ورثة الجنين المقتول، فقال تعالى ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” ففي الحديث الصحيح الذي رواه النسائي والحاكم عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل حسن أو حسين، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه اليمنى، ثم كبّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، فرفعت رأسي من بين الناس.

فإذا الصبي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى السجود، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، وأنه قد يوحى إليك، قال “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلنى، أى اتخذني راحلة بالركوب على ظهرى، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته” وروى البخارى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قبّل رسول الله الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس التميمى جالسا، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ثم قال “من لا يَرحم لا يُرحم” وفي رواية عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

أنها قالت جاء أعرابي إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال “أتقبّلون صبيانكم فما نقبّلهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمه” وفى الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه قال قدم على الرسول صلى الله غلبه وسلم بسبى، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبي في السبي، فأخذته فألصقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ فقلنا لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم” الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها” وروى البخارى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى السيدة عائشةَ رضي الله عنها ومعها صبيانِ، فأعطتها عائشة رضي الله عنها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة.

فأكل الصبيّان التمرتين، ونظرا إلى أمهما، فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها، فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته السيدة عائشة رضي الله عنها فقال صلى الله عليه وسلم “وما يعجبك في ذلك؟ لقد رحمها الله برحمتها صبيّيها”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock