أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الهجر في المنزل بين الزوجين

الدكروري يكتب عن الهجر في المنزل بين الزوجين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ثم أما بعد إنك لتعجب أشد العجب من شخص متعلم يلجأ لضرب زوجته، فهل طرق إصلاح الخطأ إن كان هناك خطأ أعيته، فلم يبقي إلا الضرب؟ نعم، أباح الشرع ضرب المرأة في حال النشوز، وهو ترفعها عن الزوج وعدم طاعته فيما افترض الله عليها طاعته فيه، لكن هذه حالة استثنائية، ولم يبح الضرب ابتداء إنما أبيح بعد النصح والتوجيه الحسن، ثم إذا لم ينفع ذلك واستمرت المرأة على الخطأ وعصيان الزوج، يلجأ الزوج لحل آخر.

وهو الهجر في المنزل، فلا يجامعها، ولا يبيت معها في فراش واحد، ولا زال العلاج داخل أسوار بيت الزوجية، ولم تدخل أطراف أخرى في المشكلة، هنا يلجأ للضرب للتأديب، لا للتشفي وإرواء الغليل، هذا إذا كان الخطأ متحققا من الزوجة، أما إذا كان الزوج مخطئا، والمرأة تطالب بحق أخلّ به الزوج كالنفقة، والمعاشرة بالمعروف، وغير ذلك من حقوقها، فيحرم عليه الهجر، فضلا عن الضرب، وليس ضرب المرأة في نشوزها إهانة لكرامتها أو إذلالا لها، بل هو نوع من أنواع التربية وتعديل السلوك، وليس الأمر خاصا بها، فمثلا من له ولاية كالأب، والمعلم، والمعلمة، لهم التأديب بالضرب للحاجة بل الزوج الذي أبيح له ضرب المرأة في حال النشوز، قد يمارس معه الضرب، مثلا لو ارتكب الزوج ما يوجب الحد أو التعزير.

كشرب الخمر، أو التطاول على الناس، فيحكم عليه بالجلد تأديبا له، وزجرا عن المعصية التي ارتكبها، كما أن المرأة العاصية بنشوزها حكم عليها الشارع بالضرب، والفرق بينها وبين الرجل أن الرجل الذي يحكم بتأديبه بالضرب هو القاضي، والذي يحكم بتأديب الزوجة زوجها، وإن من الضروري إستخدام الأُسلوب الديني في التربية كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف نستلهم منه عليه الصلاة والسلام الأسلوب الصحيح في التعامل مع الأطفال، ومع الصبيان، ومع الشباب، وكيف كان صلى الله عليه وسلم موسوعة، استلهم منه العلم الحديث طرق ومناهج التربية السليمة في القرن العشرين والحادي والعشرين، واعلموا أنه كما أن للوالدين حقا على أولادهم فإن للأولاد حقا على والديهم، فالله عز وجل كما أمرنا ببر الوالدين.

أمرنا أيضا بالإحسان إلى الأبناء، وقال المناوي لأن يؤدب الوالد ولده، وينشئه على أخلاق الصالحين، ويصونه عن مخالطة المفسدين، ويعلمه القرآن والأدب، ويسمعه السنن وأقاويل السلف، ويعلمه من أحكام الدين مالا غنى عنه خير له من أن يتصدق بصاع لأنه إذا أدبه صارت أفعاله مع صدقاته الجارية تدوم بدوام الولد، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وعلى الرغم من عظم مسؤولية الأبناء إلا أن الكثير منا قد فرط بها وإستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أبناءهم، وأهملوا تربيتهم، فهم لا يسألون عنهم، وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدؤوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف، متناسين أن الأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock