أدب وشعر

والدي الشاعر..(وأنا قصيدته )


بقلم الكاتبة والإعلامية: رؤى مظلوم.
رسالتي إلى (والدي الشاعر الإنسان خالد مصباح مظلوم )….

ملاحم “قصيدة العلم” لعالم جديد
ياوالدي …تعلمت بأن القصيدة هي مجموعة من الكلمات المنطوقة أو المكتوبة التي تعبر بقوة عن الأفكار أو العواطف بأسلوب حي وخيالي , وفق إيقاع موسيقي محكم .
كما تعلمت بأن الشعر في اليونانية القديمة يعني الخلق وابداع فني يستخدم لغة البشر لما تحمله من صفاتها الجمالية ومحتواها ودلالاتها , فالقصائد القوية المؤثرة وتعتمد على الصور المصطفاة ، ومجموعة الكلمات ، والصفات الموسيقية للغة المستخدمة, كما أن الفكرة المركزية للقصيدة تتمثل في موضوعها بالدرجة الاولى فعلى الرغم من الطرق الخجولة المتبعة في القصائد تتمحور حول أشياء متعددة الا أنه في نهاية المطاف، فان الشاعر يأخذ شيئاً هاما منها في الاعتبار ليكون محور فكره المركزي, مهما كان الأمر.
فرسالة الشعر وأخلاقياته قدمت ألينا مباشرة من خلال ابداعات تساندا الثالثة التي تقدم ملخصاً واستنتاجًا لما حصل سابقا عبر حركة البشرية وصولًا إلى مفهوم العنصرية القبيحة , فستانزا الثالثة من النشيد العالمي والتي تغنى بها بعض البشر الا ن القليلين اليوم يعرفونها والتي تحتوي على عبارة ، “لا ملجأ يمكن أن ينقذ الأجير والعبد من الفرار من الرعب أو كآبة القبر والتي تعني في نهاية المطاف (العنصرية) .
نعم ….القصيدة الشعرية بالتأكيد ليست نثراًوالا لفقدت خصائصها وكذلك نأمل أن لا تكون واقعية حتى تأخذنا الى آفاق الخيال الجذاب الذي يحررنا من قيود الزمان والمكان .
مفهوم النثر يمتد بسهولة فإما أن يثير على الفور أسئلة تتمحور حول كينونته ( فيما إذا كان ينبغي أن يعتبر خياليًا اًو غير خيالي), أما فيما يتعلق الأمر في العلوم ، فان الطقوس النموذجية تتطلب شكلًا من أشكال العرض النثري الذي يجب أن يعطي تفسيرًا من خلال المواقف الشديدة على أنه تقديم إجابات وإنتاج “النتائج”…
على أية حال فان امر القصيدة ليس قابلا لاختزال كينونتها وفق نمط واحد أما أن تكون القصيدة خيالية أو غير خيالية , فالقصيدة العلمية تسعى لأن تكون كافية شامله حتى يتمكن العقل ان يستخلص منها الحياة إبتداءً من فن الرقص الذي يطرح أسئلة بالغة العمق والأهمية عوضًا عن تقديم مسيرة كواكب الأجوبة المفترضة وبالتالي تخرج القصيدة مثل البيادق الخشبية على الصفحة .
نعم تعلمت أن الشعرية شكل من أشكال الأدب الذي يستخدم الجمالية والإيقاعية ,وخصائص اللغة لاستحضار المعاني والدلالات الظاهرية والخفية ….
وتعلمت أن الشعر له تاريخ طويل يمتد إلى أعماق عصور ما قبل التاريخ الذي صاحب عمليات الصيد في أفريقيا، وشعر المحاكمات في إمبراطوريات نهرالنيل والنيجر ووديان نهر فولتا .
تعلمت أن أقدم الشعر الافريقي المكتوب كان ضمن نصوص الأهرامات التي كتبت خلال القرن 25 قبل الميلاد, وتعلمت أيضاً أن الشعر الملحمي لغرب آسيا لازال على قيد الحياة،وملحمة جلجامش كتبت بالغة السومارية.
وتعرفت على قضية تطوير القصائد وأدركت بأن القصائد المبكرة في القارة الأوراسية قد تطورت من الأغاني الشعبية مثل شيجينغ الصينية. أو من حاجة الناس إلى إعادة سرد الملاحم الشفوية ، كما هو الحال مع السنسكريتية فيدا ، وغاتازشتيان ، والملاحم الهوميرية ، والإلياذة والأوديسة.
وتعلمت بأن المحاولات اليونانية القديمة قد ركزت على تعريف الشعر، مثل شاعرية أرسطو، على استخدامات الكلام في الخطابة والدراما والأغنية والكوميديا, كما أن المحاولات التي أتت بعدها قد ركزت على ملامح التكرار، وشكل البيت ، والقافية، بحيث شددت على الجماليات التي تميز الشعر عن الكتابة النثرية الأكثر موضوعية.
باختصار فان الشعر يستخدم الأشكال والحوارات لتقديم تفسيرات تفاضلية للكلمات، أو لاستحضار استجابات انفعالية , بحيث يقوم التكرار ،واعادة الصدى والإيقاع بنقل تأثيرات موسيقية أو تعبيرات غير تعجيزية .
تعلمت ….بأن استخدام عناصر أساليب الكتابة الشعرية مثل الغموض والرمزية والسخرية غالباً ما يجعل القصيدة مفتوحة لتفسيرات متعددة ومتنوعه , وكذلك الأمر فإن الاستعارة والتشبيه تؤسس لصدى هام بين الصور المتباينة وطبقات المعاني وصولاً الى تشكيل تواصل غير مسبوق , اضافة إلى وجود أشكال من الرنين المنقب ، بين الآبيات الفردية ، في أنماطها من القافية أو الإيقاع.
في عالم يزداد عولمة، يتكيف الشعراء مع الأشكال والأساليب والتقنيات من ثقافات ولغات متنوعة.
ومن القصائد التي تتحدث عن العلم :
قال الإمام الشافعي :
رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كريم ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ
وليسَ يزالُ يرفعهُ إلى أن يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ
فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ ولا عرفُ الحلالُ ولا الحرامُ
قال أبو مسلم البهلاني في قصيدته العلم:
لن ترضي الله حتى تخلص الورعا ولن ترى ورعا بالجهل مجتمعا
حق العبادة فرض لن تؤديه أن كنت تجهل مفروضا وممتنعا
أمانة الله تسطيع الأداء لها إذا علمت بعون الله ما شرعا
ولم يجد صانع إتقان صنعته حتى يكون على علم بما صنعا
ومن مضى في طريق لا دليل لها ولا معالم تهدي ضل وانقطعا
وفاقد العين محتاج لقائده لولاه لم يدر مهما جار أو سدعا
واستنهض النفس في ادراك ما جهلت حتى ترى العلم في حافاتها سطعا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock