مقالات

الدكروري يكتب عن خير قلوب العبادشبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن خير قلوب العبادشبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن خير قلوب العبادشبكه اخبار مصر 
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد كان هناك صنف من الناس في العصر النبوي الشريف باعوا الدنيا وما عليها واشتروا الآخرة بأموالهم وأنفسهم وضحوا بكل غالي ونفيس من أجل الدعوة والتوحيد، فهؤلاء هم الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وهذا فضلهم وجهدهم وما بذلوه لنصر دين الإسلام ونصرة نبيه محمد صلى
inbound5167689345852387318
الله عليه وسلم، وعلى أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين، ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين. 
وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية، لما كفتنا المجلدات الطوال، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه ” إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ” ولا بد أن نعلم أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، ليسوا بمعصومين، وإنما هم بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم، وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء، فهو إلى جانب شرف الصحبة وفضلها مغتفر. 
ومعفو بإذن الله عن صاحبه، والحسنات يذهبن السيئات، ومقام أَحد الصحابة، مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعدلها شيء، ويقول شيخ الإسلام رحمه الله ” وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ، لكن هم كما قال تعالى فى كتابة الكريم فى سورة الأحقاف ” أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم ” وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها، فقد تجاوز الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم غزوة أُحد من الصحابة ، فقال سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم فى سورة آل عمران. 
“إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ” ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش عام الفتح، وهمّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” إنه قد شهد بدر، وما يدريك ؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم ” رواه البخارى ومسلم، وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب، ثم عفا الله تعالى عنهم، وغفرها لهم، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف، وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو بعد وفاته، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، هى أخبار لا ينسخها شيء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock