مقالات

الدكروري يكتب عن بداية رحلة موسي مع الخضر

الدكروري يكتب عن بداية رحلة موسي مع الخضر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد بدأت قصة رحلة نبى الله موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر التي ذكرها الله تعالى في سورة الكهف حيث مشيا فركبا في البداية في سفينة فخرقها الخضر فتعجب موسى من ذلك، واستنكر الفعل من الخضر، ثم مرا بغلامٍ فقتله، فذهل موسى واستنكر ذلك أيضا، ثم مرا بقرية بخيلة، وقد نفد معهما الطعام فأبى أهل القرية أن يطعموهما، ثم وجد بعد ذلك الخضر جدارا سينقض في القرية فأصلحه وأقامه، وقد حدث كل ذلك ونبي الله موسى عليه السلام متعجب لا يعلم سر أفعال الخضر، إلا أن يكون الله تعالى قد علمه وأوحى إليه أمرا، ويقول الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه أنه المراد به في الآية.

” قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم” غير ذلك قول ابن عباس رضى الله عنهما وهو المشهور قال أن المراد به في الآية هو آصف بن برخيا، ولقد اتفق العلماء على وفاته وإنه ميت، ولكن كثر في العوام أنه حي إلى الآن، وقيل أن هناك دعاء للخضر عليه السلام، وقد أورد ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الموضوعات دعاء للخضر عليه السلام وهو “عن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال بينما أنا أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبه وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من تغلطه المسائل، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين،

أذقنى برد عفوك، وحلاوة رحمتك، قلت يا عبد الله أعد الكلام قال أو سمعته؟ قلت نعم، قال والذى نفس الخضر بيده، وكان الخضر هو، ولا يقولهن عبد دبر الصلوات المكتوبه إلا غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل رمل عاجل وعدد المطر، وورق الشجر” ولكن قيل إن كون هذا الأثر موجود في موضوعات ابن الجوزي دليل على ضعفه ووضعه، وهناك أدلة أخرى على ضعف هذا الدعاء المنسوب لسيدنا الخضر عليه السلام، منها أنه ذكر المحدّث ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا الحديث في كتابه، فتح الباري شرح صحيح البخاري وقال عنه “أخرجه ابن عساكر من وجهين في كل منهما ضعف” عدم وجود دعاء سيدنا الخضر عليه السلام في كتب السنة المشهورة، وما يترتب عليه من هذا الثواب الجزيل.

لا يُناسب أن تخلو منه كتب الحديث وموسوعاته، فقد كان علماء السنة حريصين على نفع الأمة، ولم يغفلوا أيا من الآثار والأحاديث التي فيها خير وثواب ولم يذكروها في كتبهم، ومن الأدلة التي يستدل بها علماء مصطلح الحديث على كون الحديث موضوعا كونه مشتمل على الثواب الكثير مقابل العمل القليل، وهذا مما ذكره وأِشار إليه الإمام السيوطي رحمه الله في ألفيته في مصطلح الحديث، أدعية أدبار الصلوات تم الحديث عن دعاء سيدنا الخضر عليه السلام والإشارة إلى ضعف هذا الدعاء وبيان الأدلة على ذلك، ومن المُلاحظ أن هذا الدعاء قد ورد في إطار أدعية أدبار الصلوات، إلا أن الأذكار والأدعية الصحيحة المأثورة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا المجال تغني عن اللجوء إلى الأدعية الضعيفة والموضوعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock