مقالات

فاشل …. فاشل ….. فاااااشل !!

محمد الشيخ خبير التنمية البشرية والمعالج بالتنويم الايحائى

الشرقيه

هل أنا فاشل أم أنني لا أعرف الطريق؟

كثيراً ما نسأل أنفسنا تلك الأسئلة:
– هل أنا فاشل أم ناجح؟
فلقد تخرجت من الجامعة وأحاول جاهداً الحصول على عمل جيد لكن دون جدوى، فهل أنا إنسان فاشل؟
– هل أنا فاشلة؟
فأنا على قدر من الدين الجمال والعلم ولكن حتى الآن لم يتقدم أحد لخطبتي، وتواجهني مشكلات كثيرة في حياتي الاجتماعية والشخصية.
– هل أنا أمٌ فاشلة؟
فأنا أدير شئون بيتي على أكمل وجه ولكن أواجه مشكلات كبيرة في حياتي وفي تربية أبنائي.
– هل أنا أبٌ فاشل؟
فأنا أعمل جاهداً على توفير حياة كريمة لأسرتي لكني أحس دوماً بالتقصير حينما أرى رفقائهم أفضل حالاً منهم وأني لا أستطيع أن أوفر لهم مستوى المعيشة الذي أريده لهم.

هل انتابك يوماً ذلك الشعور بالضياع، وأنك تائه ولا تعرف أين الطريق، ثم انتهي بك المطاف بالشعور بالفشل وفقدان الأمل؟
هل أنت حقاً شخص فاشل؟
هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي تشغل بالنا جميعاً، وجميعناً نفكر في النجاح والفشل بين الشعور بالأمل واليأس.
ولكن اسمح لي في السطور القادمة أن أنقل لك واقع تجربتي الشخصية:
في البداية أقولك لك .. اطمئن، فهذا شعور طبيعي نمر به جميعاً في أوقات ضعفنا نظراً لطبيعتنا البشرية التي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليها، وإن كان من أصعب المشاعر التي تنغص حياتنا جميعاً وتحرمنا متعة الاستمتاع بها.

واعلم أن الحياة ليست دوماً على وتيرة واحدة، فهناك صعود وهبوط، ونجاح وإخفاق، وتلك طبيعة الحياة يا صديقي. ولذلك يمكن أن نطلق على الفشل والنجاح في الحياة “وجهان لعملة واحدة”.
وإليك تلك النقاط التي يجب أن تضعها في اعتبارك إذا راودك ذلك الشعور:
1- أول شيء يجب عليك القيام به هو الإيمان بالقضاء والقدر، والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، فكل شيء في حياتنا مقدر بحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى.

2- التوقف عن وصف نفسك بالفاشل، لا تجعل لهذه الكلمة وجود في قاموسك، فأنت لست كذلك؛ ولكنك مجرد إنسان يحمل نقاط قوة ونقاط ضعف، تمامًا كأي شخص آخر على وجه الأرض، قد توفَّق أحياناً وتخفق أحياناً أخرى، وقد يكون الأمر صعب، لكنه ممكن.

3- عليك التوقف فوراً عن مقارنة نفسك بالآخرين، لأن ذلك أمر محبط فإنك حتماً ستلتقي كل يوم بأشخاص أفضل حالاً منك في بعض الأمور، ولكن تأكد أنك أفضل منهم في أمور أخرى قد تكون أكثر، وإذا قارنت نفسك بهم فحتماً ستصاب بالإحباط والشعور بالفشل.
فجميعنا لديه مشاكل في حياته، ولكننا بشكل عام نحاول أن نُظْهر أفضل ما لدينا عندما نتواصل مع الآخرين. فمن تعتقد أنه أفضل حالاً قد تكون في حياته تحديات وصعوبات لو علمتها لحمدت الله على ما أنت فيه من نعم.

4- ابحث عن نقاط قوتك، وذلك باتباع الآتي:
– أنصت إلى من حولك وما هي الأمور التي دوماً يخبرونك بأنك تجيدها، وما المهارات التي يمدحها فيك الناس؟ فمن المحتمل جدًا أن يرى الآخرون فيك نقاط قوة لم تلاحظها أنت في نفسك.

– اعرف شغفك: إذا خيرت أي شيء تريد فعله لبقية حياتك العملية، فماذا تختار؟ وما أنواع المهام التي تحبها أكثر؟ فمعرفة أين تكمن مواهبك وشغفك أمر ضروري لوضع خريطة توظف بها نقاط قوتك.

– كون لنفسك شبكة علاقات قوية، وتمسك بهؤلاء الذين يساعدونك على أن تبرز أفضل ما فيك، وابتعد عن الأشخاص السلبيين المحبطين، واستعد روح المرح في داخلك واستمتع بالحياة.

– تخصص في مجال واجتهد لتتميز فيه، واستثمر مواردك بحكمة، فعالم اليوم قائم على التخصص.

5- هذا الشعور هو مجرد حالة “ذهنية” مؤقتة، وليس حالة “حياتية” دائمة ويجب عليك بذل كل ما في وسعك لتغيير ذلك التوجه الذهني، فأطلق العنان لعقلك ليفكر بحرية، ولا تدعه يوجهك لا شعورياً نحو هذا التفكير السلبي.

6- غير ترتيب أولوياتك، تتغير حياتك: امنح كل منها الاهتمام الذي تستحقه، فأنت عبارة عن عقل، وروح، وقلب، وجسد، فأعط كل منهم حقه (دون تفريط ولا إفراط)، لا تهمل أي منهم، ولا تدع أحدهم يطغى على الآخر لتحقق التوازن في حياتك.

7- ضع لنفسك خطة ولا تدع حياتك تسير بدون أهداف محددة بعناية، واجعلها مرنة قابلة للتغيير والتجديد والتطوير، وضع دائماً أمام عينيك تلك العبارة: (تجدد أو تبدد)، أي أنك إذا لم تواكب العالم الذي تعيش فيه وتمتلك أدوات النجاح، ستجد نفسك قد أصبحت في المؤخرة.

8- ابحث دائماً عن الحلول، لا عن الأعذار: فالناجح يفكر في الحل، أما الفاشل فيستنفذ طاقته في التفكير في المشكلة.

9- تعرف على حياة الذين حوَّلوا فشلهم إلى نجاح؛ اقرأ قصصهم، وما أكثرها، وتأمل حياتهم وكيف تغلبوا على التحديات والعقبات وعاودوا المحاولة مراراً وتكراراً حتى تحقق لهم ما يريدون.

10- دعك من الماضي واطرحه وراء ظهرك، تعلم منه الدروس لكن لا تكثر من التفكير فيه، فالماضي كان مرحلة وانتهت بما لها وما عليها، وفكر في المستقبل ولا تترك العمل أبداً، فخير لك أن تتقدم ببطء من أن تقف حيث أنت. وحينما تنظر إلى الساعة افعل مثلها، استمر في التقدم للأمام.

أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم بعض الدعم لك ولو بقدر يسير، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وأرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يشاركنا بأفكاره وخبراته الحياتية لتعم الفائدة على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock