بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال فيه “أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل” وهو أحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي خلافة الفاروق كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويدرك تلك المنزلة العلمية الرفيعة التي حظي بها معاذ بن جبل فكان يستشيره كثيرا، وكان يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لولا معاذ بن جبل لهلك عمر” وإننا عندما نقول أخلاقيات العمل فإننا نريد بذلك ما يتعلق بالعمل من مبادئ وقيم ومُثل أخلاقية تعارف عليها الناس، واستحسنوها، وعابوا على مَن يخالفها أو يعاكسها إلى غيرها مما لا يدخل تحت طائلة الحكم الأخلاقي.
ومن بين أخلاقيات التعامل الإيجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي، هو معرفة أن وسائل التواصل سلاح ذو حدين، الأمر الذي يعني أن ما من وسيلة من الوسائل سيئة أو صالحة بذاتها، وإنما تعتمد على طريقة مستعملها أو مستخدمها لها، فإذا استعملها في الخير تحولت إلى أداة نافعة، وإذا وظفها في الشر، استحالت إلى أداة ضرر وإضرار، وإن من بين أخلاقيات التعامل الإيجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي، هو معرفة أن وسائل التواصل سلاح ذو حدين، الأمر الذي يعني أن ما من وسيلة من الوسائل سيئة أو صالحة بذاتها، وإنما تعتمد على طريقة مستعملها أو مستخدمها لها، فإذا استعملها في الخير تحولت إلى أداة نافعة، وإذا وظفها في الشر، استحالت إلى أداة ضرر وإضرار.
وهذا هو شأن أي وسيلة قديمة أو حديثة أو مستحدثة، أي إن الوسيلة بطبيعتها حيادية حتى السكين التي نقطع بها شرائح اللحم والفاكهة، هي أداة مصنوعة لغرض النفع والاستخدام الصالح، أما إذا استخدمت كأداة طعن وجَرح وتخويف، فإن شفرتها الحادة والمستعدة للقطع لا تتردد عن أداء هذا الدور السلبي أيضا، وهي بريئة كأداة، ولذلك لم نرى أن أداة جارحة أو قاتلة، حوكمت بمحاكمة مستخدمها، هو وحده الذي يتحمل المسؤولية، وإذا قيل لسنا ضد الوسائل الحديثة، أيا كانت، وإنما نحن ضد استخدامها في الخبث، والشر، والإساءة، والفساد، والتهريج، والتحريف، والتزييف، فإن ذلك يشكل قاعدة حياتية وأخلاقية عامة لا تخص وسائل تواصل مثل الفيس بوك والهاتف المحمول والإنترنت والبريد الإلكتروني والتغريدات وغيرها.
وبمعنى آخر، فإن الأخلاق هي الأخلاق، تلازم كل وسيلة حديثة أو مستحدثة اتسع فيه فضاء الحرية، أو ارتفع سقفها، ولا يشذ عن هذه القاعدة أيّة وسيلة تعبيرية أو تواصلية تفاعلية، وإن للحرية حدود، ولا يمكن القول في أي زمن مهما اتسع فيه فضاء الحرية بأنه زمن مفتوح على مصراعيه، بمعنى أنه يكسر كل الحواجز والحدود والضوابط والقوانين لدرجة الانفلات والتسيّب، والاستهتار بالقيم، حتى حالات الطوارئ لها ضوابطها ومحددات حريتها، فكما كان للحرية، قبل دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى عالمنا، ضوابطها من قبيل إن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، أو أنك لست حرا في إيذاء نفسك أو استجلاب المهانة والذلة لها.
وكما أنك لست حرا في مخالفة تعليمات وقيود المرور المنصوص عليها، فأنت لست مخوّلا في إرعاب الناس وإدخال القلق والاضطراب إلى نفوسهم، تحت أي عنوان أو مبرر، ولست مرخصا أن تدخن في مكان مغلق يشاطرك الآخرون العمل أو السكن فيه، نعم، يمكنك أن تفعل ذلك، بتجاهل متعمد، ولكنك بذلك تتغافل عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالذين تتعدى حريتك عليهم، وهذا هو بيت القصيد في الاحتراز للحرية، وحمايتها من الانفلات.
زر الذهاب إلى الأعلى