الدكروري يكتب عن النبوة وأولي العزم من الرسل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين، فلا نبي بعده ولا رسول، وقد ختم الله عز وجل به الرسالات السماوية، وإنه لم يبقى من الاستعمالات القديمة لكلمة النبوة، إلا إطلاقها على أصحاب الرؤيا الصالحة، التي تكون مقدمة وإرهاصا لنزول الوحى على من اختصه الله تعالى، بهذه الرؤيا، كما حدث لنبى الله يوسف عليه السلام، حيث يقول الله تعالى فى سورة يوسف “إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين” والنبوءة أو النبوة، وهى الإخبار عن الغيب، أو المستقبل بالإلهام، أو الوحى، وأما عن المقصود بأولي العزم من الرسل، فإنهم الأنبياء الذين حملوا الدعوة من الله تعالى، إلى جميع البشر.

ولم يقتصر التبليغ عندهم على فئة أو قرية أو مكان كغيرهم من الرسل، وقد ورد ذكرهم بالقرآن الكريم، وهم، نبى الله نوح، ونبى الله إبراهيم، ونبى الله موسى، ونبى الله عيسى، ونبى الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والرسل الكرام، وأولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق من المرسلين الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم فيقول الله تعالى “فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل” وللعلماء في تحديد أولي العزم من الرسل أقوال كثيرة مردها إلى اختلافهم في المراد بلفظ من، في قوله تعالى “من الرسل” فهل هو التبعيض أو بيان الجنس، فعلى أن المراد بها التبعيض فأصح الأقوال في ذلك أنهم خمسة أنبياء، وهم رسول الله محمد ونوح.
وإبراهيم وموسى وعيسى، عليهم الصلاة السلام، والدليل على هذا أن الله تعالى، ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة وعطف الخاص على العام يفيد أن للخاص زيادة في الفضل وذلك في قوله تعالى فى سورة الأحزاب “وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم” وعلى أن المراد بلفظ من، والبيان فالمعنى، فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل الذين هم الرسل وعلى هذا فالمراد كل الرسل لأن الكل أصحاب عزم، والله تعالى أعلم، وإن القرآن الكريم اشترط قداسة سيرة من استحق اسم نبي حينما قال على لسان رسول الله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم فى سورة يونس “فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون”
ففي هذا النص تنبيه للأذهان إلى استيفاء شخصية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عنصر طيب السيرة قبل النبوة، حتى سماه قومه بالصادق الأمين، وما قول قوم صالح “لقد كنت مرجوا فينا” إلا اعتراف منهم بطيب سيرة النبي صالح قبل أن آتاه النبوة، وحاز هو وجميع أنبياء الله الكرام مقام النبوة الروحي الرفيع، وكما أن القرآن الكريم اتفق مع اللغويين بأن جميع الأنبياء كانوا قبل نبوتهم ملتزمين بفلسفة حياتية واحدة، وكان نهجهم واضحا، وكان طريقهم مختلفا عن فلسفات الماديين.
زر الذهاب إلى الأعلى