دين ودنيا

الدكروري يكتب عن عمر وبنود الاتفاق

الدكروري يكتب عن عمر وبنود الاتفاق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد رأى أن بنود الإتفاق فيها إجحاف بحق المسلمين، وهكذا كان صلح الحديبية، وهو صلح عقد قرب مكة في منطقة الحديبية التي تسمى اليوم الشميسي، وكان في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة بين المسلمين وبين مشركي قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات فنقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر على بني خزاعة، والشميسي وهى الحديبية، وهى قرية سعودية، تتبع محافظة بحرة في منطقة مكة المكرمة، حيث تبعد القرية عن المركز بحوالى ثمانى عشر كيلو متر، باتجاه الجنوب الشرقي، ففي شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، أعلن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يخشى أن تتعرض له قريش بحرب أو يصدوه عن البيت الحرام، لذلك استنفر من حوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه، فأبطؤوا عليه، فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار، وبمن لحق به من العرب، وقد كشف القرآن الكريم عن حقيقة نوايا الأعراب، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابة العزيز “سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا، يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم، قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا، بل كان الله بما تعملون خبيرا، بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك فى قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا”

وقد ذكر مجاهد أن الأعراب الذي عنتهم الآية هم أعراب جهينة ومزينة، وذكر الواقدي أن الأعراب الذي تشاغلوا بأموالهم وأولادهم وذراريهم هو بنوبكر و مزينة و جهينة، وقد أذن النبى صلى الله عليه وسلم، في أصحابه بالرحيل إليها لأدائها وسار صلى الله عليه وسلم، بألف وأربعة مائة من المهاجرين والأنصار، وكان معهم سلاح السفر لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال المشركين، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب، وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد يعترضهم في الطريق، وعندما وصلوا إلى ذي الحليفة، أحرموا بالعمرة، وذو الحليفة،هو ميقات الإحرام لأهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه.

وهو من المواقيت التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر أبعد المواقيت عن مكة، ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق، في المنطقة المعروفة باسم أبيار علي، ويطلق عليه البعض مسمى مسجد أبيار علي، أو آبار علي، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة أربعة عشر كيلومترا، وبني المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز عندما ولي إمارة المدينة وكان ذلك عام سبعه وثمانين من الهجره، وقد جدد في العصر العباسي، ثم جدد في العصر العثماني وكان المسجد صغيرا جدا مبنيا من اللبن والحجارة، ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فيصل بن عبد العزيز بتجديده وتوسعته، ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين تم مضاعفة حجمه عدة أضعاف، وتزويده بالمرافق اللازمة، فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock