دين ودنيا

وقفه مع كيف نستمطر الرحمات الربانيه؟؟ ” الجزء الثامن “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع كيف نستمطر الرحمات الربانيه ؟ ومن الأعمال الصالحه التى تقربنا إلى الله عز وجل، هو ذكر الله تعالى فعن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها فى درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال “ذكر الله” وقال معاذ بن جبل “ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله “رواه ابن ماجه،، وإن من الاعمال التي ترضي الله تعالى، هو سؤال الله تعالى أن يوفق الإنسان للعمل الصالح دائما، وأيضا المسارعة إلى إرضاء الله تعالى، وإخلاص أداء الأعمال الصالحة لله وحده، والرضا بما ينزل الله تعالى من بلاء على العبد، فالله إذا أحب عبدا ابتلاه، فعلى من أقبل يبحث عن رضا الله، أن يتوقع أن يبتلى ليختبر، وعليه أن يتهيأ ليرضى بما ينزل فيه من بلاء، والاعتصام بحبل الله تعالى، وتقديم النصح لولاة الأمور.

حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويسخط ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم” وكذلك اقتفاء أثر الصالحين والعباد الذين يظن أن الله عز وجل راض عنهم، ومنهم المؤمنون الصالحون، والمهاجرون والأنصار، والمتقون، والصادقون في أقوالهم وأفعالهم، ومن عادى الكفار وأعداء الله، وأبغضوهم، وأيضا الاستجابة لله تعالى، وللرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى ” واتبعوا رضوان الله” وقال أحد المفسّرين بأن المقصود باتباع ما يرضي الله أي اتباع شرع الله تعالى، وسنة رسول الله، والاستجابة لهما، وأيضا حب الصحابة رضوان الله عليهم، والترضي عليهم، فالله تعالى رضي عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ذلك في القرآن الكريم، فقال تعالى ” لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة” وكذلك فإن الله أخبر في مواضع أخرى عن رضاه عن المهاجرين والأنصار.

ومن تبعهم بإحسان، فكل من سب أو شتم الصحابة العظام، فسيلقى عذابا عظيما، وأيضا من الأعمال الصالحه هو شكر الله تعالى على نعمه، فإن ذلك مما يستجلب الرضا للعبد، وأيضا تجنب كل ما لا يرضي الله تعالى، من أفعال وأقوال، فإن ذلك يدخل في دائرة الرضا ولا شك، ومن تلك الأعمال العملية التي يتحصل بها العبد على رضا الله تعالى هو الجهاد في سبيل الله فعن ابن عمررضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل ” قال أيما عبد من عبادى خرج مجاهدا في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته” رواه النسائى وأحمد، وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رضا الله يجتلب بأعمال قلبية تظهر على اللسان والجوارح، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها ” رواه مسلم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم” وقال أنس لقد رأيته يكيد بنفسه أى أراد أنه قارب الموت، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا بك يا إبراهيم لمحزونون” رواه أبو داود، وقد أرشدنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن رضا الله يُدرك بكلمة حسنة يقولها المؤمن لأخيه المؤمن فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ” رواه البخارى، وأولى بحسن الكلام، وطيب المعاملة من كانا سببا في وجودك أيها الإنسان بعد الله تبارك وتعالى وهم الوالدان فعن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد ” رواه الترمذى.

وإنه معروف عند العقلاء أن الخير ليس كالشر، وليس الهدى كالضلال، وليس الصلاح كالإفساد، وليس من أعطى واتقى كمن بخل واستغنى، وليس من صدق وآمن كمن كذب وتولى، وليس من رضي الله عنه كمن سخط الله عليه، وإن لكل طريقا، ولكل مصيرا، ولكل جزاء وفاقا، ولا يظلم ربك أحدا، فأين تسعى؟ ومن ترضي؟ وما الهدف من مسعاك وما نتائج هذا المسعى؟ تلك أسئلة مهمة حق على كل إنسان مسلم أن يسأل نفسه إياها، فهي موجهة لمسيرته وقائدة بإذن الله له لفلاح الدنيا وسعادة الآخرة، واعلم يا مسلم أنه لا وقوف في الطريق البتة، لكن هل تتقدم أم تتأخر، فقال تعالى فى سورة المدثر” لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر” وإذا ضل سعي أكثر العالمين فقال تعالى ” وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله” فعلى عباد الرحمن أن يضبطوا مسيرهم، وأن يحددوا أهدافا عالية لمسعاهم، وأن يحرصوا على رضا ربهم جل جلاله، وأعظم سبب لرضوان الله عز وجل هو التمسك بدين الإسلام، والاستسلام لله بالتوحيد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock