والد “حارس أسمنت حلوان” في مهمة من “الدرجة التالتة”: ركّز يا عبدالله … واللاعب : فخور بأبويا جدا

كتبت/مرثا عزيز
زي كل أب كان نفسه ابنه يأخد شهادة جامعية، عايزه يذاكر وينسى أي حاجة تعطل دراسته، لكن الابن شايف مستقبله في الكورة، وشهادة المدرب بتقول أنه موهوب، يبقى الأب مكانه في مدرجات الدرجة الثالثة، علشان يشجع.. ويصور.
ساعة ونصف كاملة يقضيها الأب رافعًا يده دون ملل أو احساس بالتعب، لتصوير ابنه الذي يقف بين ثلاث خشبات منتظرًا إحدى هجمات الخصم، هذا هو الحال الذى شاهدنا عليه الأب في مباراة نجله عبد الله، 20 عامًا، حارس مرمي فريق أسمنت حلوان في دوري الدرجة الثالثة، خلال مباراة فريقه ضد نادي الغابة، كان يصوره بهاتفه المحمول في ظل عدم إذاعة المباراة.
الاسم أشرف مرعي، 47 عامًا، مقيم في مدينة منوف بالمنوفية، والحكاية بدأت منذ 5 سنوات، وقتها كان الابن يلعب كرة القدم في الأكاديميات، وكان الاب يرغب أن يتفرغ ابنه للدراسة.. ويترك كل ما يشغله عن المذاكرة، لكن حين ذهب إلى مدربيه لإبلاغه بهذا الأمر، كانت شهاداتهم جميعا تأكد أن عبد الله مستواه رائع ويستحق الاستمرار في اللعبة.
يقول الأب: ابني كان ساعتها مخلص 3 إعدادي وجاب 97 %، قولتله يابني هتركز في الكرة ولا المذاكرة ولا هتعرف توازن بين الاتنين، لما ابني اختار انه يركز في الكرة قولتله زي ما تحب، وجبتله طقم كامل، ودخلته فني صناعي عشان يعدي منها بسرعة، ويقدر يكز في التمرين، وبعد كدة راح نادي نجوم السادات في دورى الدرجة التالتة.
الفوز في جميع الماتشات التي حضرها الأب
منذ حوالي عام وتحديدًا مع تفشي فيروس كورونا، انتقل عبد الله، إلى نادي أسمنت حلوان، وقتها ساءت حالة اللاعب النفسية بسبب توقف المباريات، لكن الحال تبدل، وعادت المباريات في الموسم الجديد، فقرر الأب حضور جميع لقاءات ابنه.. لدعمه، ولجأ إلى كاميرا تليفونه المحمول لتصوير ابنه، ليقدم له لقطات تساعده في تحليل اداءه كل 3 ماتشات، ليتعلم من أخطائه.
يقول أشرف: ابني نفسيته تعبت بسبب ان الكورة واقفة، وماقدرش أحضر مع ابني كل التدريبات، فبقيت أروح الماتشات، والغريب ان كل الماتشات اللي حضرتها فازوا فيها، وحضوري كان داعم جدًا لابني، وفرق في مستواه.
عبدالله: فخور بأبويا جدًا
يعرف أن مطالب بحراسة مرمى فريقه، وهى المهمة التي يجتهد فيها بقدر كبير، ويدرك أن عيون المدربين عليه، لكن الأهم هي عين ذلك الشخص الذي ترك كل شيء واختار أن يقف في المدرجات، ويصور المباراة، ليكون الحارس الشخصي لابنه.
يقول عبد الله: دعم والدي يمثل دفعة كبيرة لي، ويحفزني بشكل كبيرة، والدليل هو الفوز في كل المباريات التي يحضرها، ودائما احرص على مشاهد الفيديوهات التي يصورها، واتعلم منها الكثير، أنا فخور بأبويا جدًا أنه خلاني اخترت الحاجة اللي بحبها، ولما عرف إني بلعب كورة ومستوايا كويس بدأ هو يدور على نادي عشان ألعب فيه.