مقالات

ومضة أخلاقية

بقلم- محمود الوروارى

– شاب يخدع فتاة ويهرب بها للضغط على الأهل بالزواج،وسيدة تقتل أبنائها الثلاثه وأب يضاجع ابنته وزوجه تقتل زوجها وزوج يقتل زوجته وابن يضرب أبويه، وأخر يضرب أو يقتل أخته من أجل الميراث…ألخ.
____
تكررت كثيرا هذه الأفعال وخاصة هذه الأيام،فنرى شابا يتعرف شاب على فتاة ثم يتقدم لخطبتها فيرفضه الأهل …فيتواصل معها ويتفقا على الهروب سويا عدة آيام فى محاولة للضغط على الأهل بالزواج !!!!!،وأب يتجرد من كل شيء ليرتكب أبشع ذنب( مضاجعة نجلته) فى مقابل شهوة قذرة ،وأخر يضرب أو يقتل أخته من أجل الميراث وكل هذا يدل على أننا نفتقد الأخلاق والقيم والموروثات الدينية،وغياب دور الوالدين،ودور المعلم ،وأصبحنا فى حالة يرثى لها.

دعونا نقول بأنه إذا إنعدمت القيم وغابت الأخلاق أصبح المجتمع مهدد بفقدان التماسك بين افراده ،فالمعيار الأساسي لإستقامة المجتمعات وجود القيم النبيلة والعادات والتقاليد السليمة والأخلاق الحميدة،وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم لأصحابه: (استحيوا من الله حق الحياء) قالوا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: (ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء) أخرجه الترمذي.

إن غياب القيم والحياء تقع مسؤليته على عاتق المجتمع ككل مسؤولين وعلماء وأساتذة وأحزاب ومؤسسات المجتمع من مساجد وكنائس وجامعات ومدارس ومنظمات،فكل له دور بارز وهام فى هذا الشأن.

* رسائل سريعة:
– رسالتنا لمن يعملون فى عالم السينما ” اتقوا الله ،وقدموا لمجتمعكم أفلام ومسلسلات ودراما تهدف لنشر القيم والأخلاق وليس أفلام تنشر الرذيلة وإقامة علاقات عاطفية غير مشروعة وأفلام ساقطة كأفلام تدعوا للشذوذ( المثلية ) وتعاطى المخدرات بأنواعها،والتى تنعكس سلبا على الشاب فيسعى للتقليد الأعمى وحب الاستطلاع معتقدا بأن فعل ذلك سيخرجه من دائرة الهموم ولكن هيهات هيهات.

– رسالة للإعلام والذي يقع على عاتقه مسؤلية كبرى” عليكم أن تقدموا رسالة سامية وخطاب إعلامى يسعى لطرح قضايا المجتمع ومعالجة الإنحلال الأخلاقى وليس التركيز على القضايا والمسائل الخلافية فى محاولة لتشكيك الناس فى دينهم ( إبراهيم عيسى وانكاره رحلة الإسراء والمعراج وغيره .

– رسالة لعلماء الأزهر والأوقاف والوعظ” نثمن دوركم فى التصدى لهذه الهجمة الشرسة على ثوابت الدين الحنيف ،فعليكم دور كبير فى نشر القيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدعيم القدوة وتبنى خطاب دينى يشمل قيم ومبادئ وأخلاق الدين ويعتمد على الوسيطة والاعتدال بعيدا عن التشدد والغلو.

– دور المدرسة : هناك مسؤلية تقع على عاتق المعلم صاحب الرسالة السامية ،والتى يسعى من خلالها لتدريس القيم النبيلة وإرساء مبدأ الثواب والعقاب وشغل أوقات الفراغ بأنشطة تحث على الأخلاق بهدف إعداد جيل مثقف وواعى يؤمن بالقيم ويتحلى بالأخلاق،كما لابد من تخصيص مناهج للأخلاق والقيم،كما فى اليابان،حيث يتم تدريس مادة الأخلاق خلال دراسة التلميذ بمراحل التعليم الأساسي.

مؤسسات المجتمع المدنى ( أحزاب ومنظات وجمعيات ومؤسسات): يقع على عاتقكم دور كبير فى تقديم مشروع قانون يقلل من وقوع تلك المهاترات للحفاظ على قيم المجتمع وعقد لقاءات وجلسات نقاشية لوحد حد لتلك المهازل.

دور الأسرة : للابوين دور فى عملية التنشئة الإجتماعية للأبناء من خلال تنشئتهم على الأخلاق والقيم وضرورة التحلي بهما والحرص على متابعة الأبناء ومحاورتهم بأسلوب غير منفر والتدخل السريع لمعالجة أي إنحراف أول بأول بإعتبارهم قدوة والبعد عن التدليل الزائد وإهمال السؤال عنهم وعدم متابعتهم والتفكك الأسرى( الطلاق ).

لكن نقول : هل سنقف سويا مكتوفي الأيدي أمام محاولات الغرب لإفساد أخلاقنا والقضاء على قيمنا وصنع جيل بلا هدف بعيد كل البعد عن مبادئ دينه ؟؟؟؟؟؟

– وأخيرا: أتمنى ألا تتكرر هذا الأفعال المشينه والنابعة من انعدام التربية وغياب القيم،وصدق أمير الشعراء حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

والله نسأل أن يهدى شبابنا الى طريق الرشاد،وأن يسدد على طريق الحق خطاهم،وأن يحفظ مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء وجعلها واحة للأمن والأمان…اللهم أمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock