بقلم د. صالح وهبة
سكان النفس البشرية
إن العاطفة والعقل هما سكان النفس البشرية وشراعها الذي يوجهها وهي سائرة في خضم بحر هذا العالم المتأجج بالتيارات والأمواج العاتية ليعبر بها إلى شط الأمان، ولكن غالبا ما ينشب بين العاطفة والعقل صراع واحتدام في النقاش من أجل تحقيق التوازن لهذه النفس البشرية، فإذا تغلب العقل على العاطفة ، غالبا ما يحدث انكسار للنفس يؤدي بها إلى موت محقق، واذا تم التصالح بينهما على حساب العاطفة فماذا تكون النتيجة ؟
دعنا نتعرف على ذلك من الحكمة الإلهية التي أودعها الله عز وجل في تكوين الإنسان .
الطب الشرعي
في الطب الشرعي عندما يتم فحص الإنسان الذي مات نتيجة طعنه بسكين في البطن أو طلق ناري يجدوا أن غلاف القلب مجروح وينزف دما والسبب غريب جدا، فالإنسان عندما يموت وهو في آخر لحظة من لحظات حياته, في اللحظة التي يكون فيها القلب لايتبقى به إلا قليل من الدم بداخله، يبدأ على الفور ينقبض بقوة شديدة جدا لكى يدفع هذه الكمية الضئيلة من الدم(في محاولة يائسة) للدماغ، ومن شدة انقباضه هذه .. يجرح نفسه في سبيل انقاذ الدماغ ولكن دون جدوى.
دعوة للتأمل
هذا ما يحدث بالضبط معنا نحن البشر في سلوكياتنا .. دائما نجرج قلوبنا وندوس على عواطفنا من أجل إرضاء عقولنا ونرى ذلك كما ذكرت في عالم الطب بأن الإنسان يموت لأن المحاولة أصلا تكون يائسة جدا من الأصل، هكذا في الواقع يموت الإنسان أيضا نفسيا عندما يقرر أن يدوس على القلب في سبيل ما يظنه أنه هو العقل والمنطق والحكمة .
نصيحتي
الفضيلة وسط بين إفراط وتفريط وكلاهما رزيلة
فلا نجعل عواطفنا تتغلب على العقل والمنطق ولاندوس على عواطفنا بشدة من أجل إرضاء العقل والمنطق .
نسأل الله العلي القدير أن يعطينا نعمة الاتزان والثبات كى نحيا ونتعايش فى سلام مع النفس .
،
زر الذهاب إلى الأعلى