فن

ب100وش فن الضحك الجاد

“ب100وش” فن الضحك الجاد
بقلم- رشا يحيي

الكوميديا كما عرفناها من الإغريق من آلاف السنين، فن راقي وجاد له قواعده وشروطه..ورغم تهاون البعض فى نظرتهم للأعمال الكوميدية، إلا أنها من أصعب فنون الدراما، فى كتابتها وإخراجها،

وأدائها..ولكن كثيرا مما يعرض من أعمال يفترض أنها كوميدية، لا تندرج تحت هذا التصنيف!..فالكثير منها يحاول إنتزاع الضحك بالسفه والإستظراف المقيت والتهريج المبتذل..وفى ظل ما يعرض من سخافات، جاءنا مسلسل”ب100وش” ليشيع البهجة،FB IMG 1592085932034 1

ويطغى على سوداوية الواقع بأجواء الحظر، ومتابعة أعداد ضحايا كورونا!..والغريب أنه جعلنا نتعاطف مع عصابة تتفنن فى السرقة والنصب، ونخشى القبض عليهم!!..ولكن رغم ما يبدو من رسالة سلبية فى الظاهر فى بعض الأحيان، إلا أن براعة فريق العمل وطبيعته الكوميدية، تجعلنا لا نلتفت سوى لمفرداته الإبداعية..إلى جانب أنه ليس من الضرورة أن تحمل كل الأعمال رسالة أخلاقية أو تربوية..فالفن والجمال قيمة فى حد ذاتها،

تستخدم مهارات الإبداع ووسائله لتؤثر على المتلقى وتحقق له المتعة..وهو ما حققه مبدعى”ب100وش”، بعيدا عن حالة الكآبة والانتقام التى سادت أغلب مسلسلات رمضان..فقدموا حالة جادة وإحترموا وعى المشاهد، وعكفوا على توظيف إمكانياتهم الفنية ببراعة..بدءا من المخرجة/كاملة ابو ذكرى..والتى منحها الله نصيبا من إسمها،

فتسعى دائما للكمال، بإتقانها ما تفعله وصدقها فيما تقدمه، وجرأتها فى الإختيارات، وعدم إعتمادها على الصور النمطية للنجوم..كذلك بطلة العمل الرائعة/نيللى كريم، المتمكنة والمتجددة والجريئة،

والتى تؤكد موهبتها ومهارتها ونضجها مع كل عمل فنى..ويبدو أن تأثير دراستها وعملها كبالرينا، وما يتطلبه ذلك من جدية ودأب وجهد مضنى، ترك عليها بصمة متفردة..ويكفى أننا أصبحنا على يقين بجودة العمل الفنى الذى يحمل إسمها، وخاصة حينما يقترن بالمبدعة كاملة والتى قدمت معها 3مسلسلات( ذات..سجن النساء..ب100وش)وكل منهم يختلف تماما عن الآخر،

ولكن يتفقوا فى الإتقان والابداع..واستطاع بطل المسلسل/آسر ياسين أن يتبارى بقوة وبراعة مع نيللى، وقدم نفسه بشكل جديد أكد على مواهبه التى لم تكتشف، وقدراته على تجسيد كل الأدوار ببراعة..ويحسب لهم وللمنتج الواعى/جمال العدل، التناغم بين كل مبدعى العمل،

ومنح فرصة التميز لكل الأبطال..وإختيارات الممثلين التي لم نلمس فيها شبهة مجاملة كأغلب المسلسلات،

بل جاءت بدقة يصعب معها تخيل فنان آخر فى كل دور..بالإضافة لتفجير طاقات نجوم كثر لم يأخذوا فرصتهم من قبل..حتى إختيار أغنية “مهرجانات” للتتر جاءت موفقة ومناسبة، وتؤكد أن عين المبدع يمكنها إلتقاط الجمال فيما تراه وتوظيفه بشكل صحيح..وعبرت موسيقى تامر كروان عن البهجة والإثارة التى تتلاءم مع الأحداث..قادت كاملة فريقها بإقتدار،

وقامت بتشريح دقيق لكل شخصية، بطموحاتها وأحلامها ومخاوفها..وساعدت بالطبع حبكة القصة للثنائى المبدع(أحمدوائل،وعمرو الدالي) فى خلق شخصيات من لحم ودم، فتغلغلوا داخل أعماقهم، وجعلوا المشاهد يتعايش مع الشخصيات ويتعاطف معها..والعكس مع المجنى عليهم الذين جعلتهم أغلب الأحداث يستحقون ما وقعوا فيه!!..وفى إعتقادى كان الماكياج وتصميم الشخصيات أقل عوامل القوة، حيث لم ينجح أحيانا فى تغيير الملامح بشكل كافى..ورغم أن النهاية المتوقعة كانت القبض عليهم،

إلا أنهم فاجأونا بنهاية مرحة ومضحكة، قدمت خلالها العصابة عرض فني مبهج فى شوارع سويسرا للشحاذة!..هذا العمل شهد ميلاد نجوم بحق،

وتميز بإستغراق كل فنانيه فى تفاصيل شخصياتهم..وإستوقفني بالأخص الأداء الناضج والسلس(الكوميدي والتراجيدي) لإسلام إبراهيم..كذلك شريف دسوقى،

ومحمد عبد العظيم، ودنيا ماهر..والذين أكدوا بعبقريتهم في الأداء إمتلاكنا لكنوز لم ينالوا فرصتهم فى الظهور وحظهم من الشهرة..فكفى إستسهال من المسئولين عن الأعمال الفنية،

وتدوير قلة قليلة بحكم العلاقات والشللية!..وتجاهل عشرات وربما مئات المبدعين، الذين يقضون أجمل سنوات العطاء على الأرفف، منتظرين فرص لا تأت!..وقد يصيبهم الصدأ بفعل الإحباط..ونفقد معهم ثرواتنا الحقيقية التى لا تعوض!

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock