الدكروري يكتب عن خادم البسطامي يحكي رؤيتة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام أبا يزيد البسطامي وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان البسطامي، وهو متصوف إسلامي وروحاني وقد لقب بسلطان العارفين، وقيل أن خادم أبي يزيد رضي الله عنه قال سمعت أبا يزيد البسطامي رضي الله

عنه يقول إني رأيت في المنام كأني عرجت إلى السماوات قاصدا إلى الله، فهذا ما حكى أن خادم أبي يزيد رضي الله عنه قال سمعت أبا يزيد البسطامي رضي الله عنه يقول إني رأيت في المنام كأني عرجت إلى السماوات قاصدا إلى الله، طالبا مواصلة الله سبحانه وتعالى، على أن أقيم معه إلى الأبد، فامتحنت بامتحان لا تقوم له السماوات والأرض ومن فيهما، لأنه بسط لي بساط العطايا نوعا بعد نوع، وعرض علي ملك كل سماء.
ففي ذلك كنت أغض بصري عنها، لما علمت أنه بها يجربني، فكنت لا ألتفت إليها إجلالا لحرمة ربي، وكنت أقول في ذلك يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي، قال فقلت له رحمك الله صف لي مما عرض عليك من ملك كل سماء قال رأيت في المنام كأني عرجت إلى السماوات، فلما أتيت إلى السماء الدنيا فإذا أنا بطير أخضر، فنشر جناحا من أجنحته، فحملني عليه وطار بي حتى انتهي بي انتهائي إلى صفوف الملائكة، وهم قيام متحرقة أقدامهم في النجوم يسبحون الله بكرة وعشيا، فسلمت عليهم، فردوا علي السلام، فوضعني الطير بينهم ثم مضى فلم أزل أسبح الله تعالى بينهم، وأحمد الله تعالى بلسانهم وهم يقولون هذا آدمي لا نوري إذ لجأ إلينا وتكلم معنا، قال فألهمت كلمات، وقلت باسم القادر على أن يغنيني عنكم.
ثم لم يزل يعرض علي من الملك ما كلت الألسن من نعته وصفته، فعلمت أن ربها يجربني، ففي ذلك كنت أقول مرادي غير ما تعرض علي، فلم ألتفت إليها إجلالا لحرمته، ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء الثانية فإذا جاءني فوج فوج من الملائكة ينظرون إلى كما ينظر أهل المدينة إلى أمير يدخلها، ثم جاءني رأس الملائكة اسمه لاويد وهو اسم فارسي جعله اسما من أسماء الملائكة، وقال يا أبا يزيد، إن ربك يقرئك السلام، ويقول أحببتني فأحببتك، فانتهي بي إلى روضة خضرة فيها نهر، يجري حولها ملائكة طيارة، يطيرون كل يوم إلى الأرض مائة ألف مرة، ينظرون إلى أولياء الله، وجوههم كضياء الشمس، وقد عرفوني معرفة الأرض، أي في الأرض، فجاؤوني وحيوني، وأنزلوني على شط ذلك النهر.
وإذا على حافيته أشجار من نور، ولها أغصان كثيرة متدلية في الهواء، وإذا على كل غصن منها وكر طير، أي من الملائكة، وإذا في كل وكر ملك ساجد، ففي كل ذلك أقول يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي، كن لي يا عزيزي جارا من جميع المستجيرين وجليسا من المجالسين، ثم هاج من سري شيء من عطش نارياق، حتى إن الملائكة مع هذه الأشجار، صارت كالبعوضة في جنب همتي، وكلهم ينظرون إلى متعجبين مدهوشين من عظم ما يرون مني، ثم لم يزل يعرض علي من الملك ما كلت الألسن عن نعته، ففي كل ذلك علمت أنه بها يجربني، فلم ألتفت إليه إجلالا لحرمة ربي، وكنت أقول يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي.
زر الذهاب إلى الأعلى