( عن الذي بيننا )

بقلمي جمال القاضي
تسأليني عن الذي بيننا
وما بيننا حباً وعشقاً يكون
أراك به في الكون والسماء
نجما وأراقب فيهما
من أين يكون له الظهور
أراقبه في الليل وكأنني
عاشقا يرى بالسماء
أقماراً وفيه أنت بأفقها
قمراً ساكناً بين النجوم
وأراك ملاكا ولحضوره
حضور له العيون تصون
وغائباً غياباً فيه قلبي ترى
كوناً تتعاقب فيه الفصول
صيفاً أعيش فيه حرارة
من شوق ويصهر الجوى
بنار معها يخاصم النوم العيون
وشتاءًا يمر عاصفا بفصله
بنوات لبرودة تجمدت بها
حروفاً على صفحاتها السطور
وخريفاً يسبق حضوره
عصفاً لأوراق عشقي كطفولة
عبثت ببرائتها مس الجنون
وربيعاً ليس كمثله فصل
بجماله أتت تلك الفصول
خضراً تعود الحياة بغصنه
من حب تفوح بأنسمه شذا العطور
أنظر في عينيك وكأنني
أرى سفينة من صورتي
تبحر فوق بحر وبين شطآنه
موجاً دمعت به فرحاً تلك العيون
وقلباً تراه إذا مارسيت به
كجزيرة نعمت بهدوئها الطيور
وحباً تراه فيما بيننا
خيطاً ممدودا على جسر الوصول
ورابط فيما بيننا به شقى
من نوى غيظاً يهدم تلك الجسور