مقالات

وقفه مع المراهقون والنت ” الجزء الثانى “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع المراهقون والنت، ولم ينس الإسلام دور الأب في حياة ابنه، وكذلك تأثير البيئة التي ينشأ فيها الفتى في تربيته ونشأته، فقد روي في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه” وإن من الأشياء التي نوصي عليها ونؤكد عليها في هذا الزمن هو قضية الإنترنت، فإن قضية الإنترنت الآن من القضايا الخطيرة والشائكة لأنها تنتشر، وقالوا إن تأثيرها في العالم سيكون أكثر من تأثير اختراع التلفيونات في الثلاثينات، وأكثر من تأثير اختراع التلفزيون في الخمسينات، فإنه على صعيد الأخلاق والفضيلة والعفة أيضا هدم عجيب جدا، حيث قيل أنه يوجد في الإنترنت تقريبا نصف مليون موقع جنسي، أى خمسمائة ألف موقع جنسي، ينضم يوميا إلى الشبكة أكثر من مائة موقع جديد، وهذه المواقع فيها كما تقول الدراسات والتصنيفات لأن بعض محركات البحث مثل ياهو، دوت كم، يصنف المواقع الموجودة، وفي الإنترنت أيضا مواقع اقتصادية واجتماعية.

ولكنها واحد في المائة، بل ما يوصل واحد في المائة، لكن ثمانين في المائة من مستعملي الإنترنت يذهبون إلى الواحد في المائة، ثمانون في المائة من رواد الشبكة يذهبون إلى واحد في المائة، وهذا له أضرار كبيرة على الأطفال، وهذه الأشياء سيكون لها أضرار بالغة، وقد وصلت الآن في المقاهي، وهذا سائل يسأل ويقول مع كثرة الفتن في هذا الزمان، فكيف نستطيع أن نتحكم في أولادنا إذا ذهبنا إلى أقاربنا الذين لديهم من المنكرات ما الله به عليم؟ فإنه لا بد نناصح الأقرباء يعني ما هو بس نحن ما نقرب على الشر وكيف نحتمي من الشر، لماذا لا نكافح الشر نفسه ونعمل أشياء تؤدي إلى القضاء على مصدره، ولذلك تكون العملية أجدى بكثير لنا ولهم، فنصح وبيان آثار هذه الأشياء الخطيرة، وتعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد.

وهي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية، فلقد أصبح الآن عالم الكمبيوتر والإنترنت للمراهق وسيلة شيقة وممتعة لقضاء وقته وشغل فراغه وإثبات ذاته أمام أصدقائه ومصدرًا مهمًّا لتلقي المعلومات، ويختلف استخدام المراهقين للإنترنت فيعتبره البعض وسيلة مساعدة في دراستهم، وبعضهم للتحدث مع أصدقائهم ومنهم من يستخدمه للتسلية، فأصبح معظم المراهقين مولعين بالإنترنت لأسباب عدة، فيمكن أن يصبح الإنترنت مكان تبادل وتواصل للأسرة كلها، فعندما يسافر الابن للدراسة خارج بلاده فإنه يتواصل مع أهله عبر الإنترنت سواء بالبريد أو المحادثة أو بالاتصال المرئي، والإنترنت وسيلة تعلم مدهشة فيستطيع الطالب جمع المادة العلمية بكل سهولة ويسر، وبالمقابل يشكل الإنترنت فسحة حرية بالنسبة للمراهقين، فهم يستخدمون بريدا خاصا بكلمة مرور خاصة بهم.

وبذلك يستطيعون كتابة كل ما يرغبون بعيدا عن الأهل، ويجدون أنها فرصة للتخلص من الضوابط الاجتماعية والدينية والدخول إلى عالم الإثارة التي يعشقها المراهق، ثم إن الانتقال من موقع إلى آخر على الإنترنت يفتح لهم مجال اكتشاف مواقع جديدة ومنتديات لتبادل الحديث وهو ما يعرف بالشات من دون الخروج من المنزل، أصبح الإنترنت الرابط الجامع لجيل بأكمله لا يتوقف الحوار أبدا، فيا أيها الأب الكريم، إن أولادك مرآة يعكسون أخلاقك وأعمالك، فإن رأوك تعظم الله وتخافه عظموا الله عز وجل، إن رأوك تخشى الله وتتقيه خشوا الله واتقوه في أعمالهم بتوفيق من الله، إن رأوك ذا محافظة على الصلوات الخمس فى أوقاتها، إن رأوك على هذه الصفة تأسوا بك فحافظوا عليها، إن رأوك معظما لأبيك وأمك فإنهم سيعاملونك كذلك، إن رأوك تجالس ذوى التقى والصلاح بعيدا عن أهل الإجرام والإفساد نفروا من تلك الشلل الفاسدة والمجتمعات الآسنة، إن رأوا منك كلمات طيبة وألفاظا حسنة كانت ألفاظهم كذلك.

وإن سمعوا منك السباب واللعان والقبح والفحش فى الأقوال سمعت منهم مثل ذلك وأشد، فيا أيها الأب الكريم، لا بد من عظة للأبناء ونصيحة لهم، ورسم الطريق الصالح ليسلكوه، وأن الأب ليس مجرد صندوق مالي يحصل من خلاله الأبناء على الأموال اللازمة لشراء احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، فالرجل لا يقتصر دوره على توفير النفقات فقط، وإنما يظل هو القدوة والنموذج الذي يحتذى فى البيت والحياة عموما، لذلك فهو له دور كبير في تنشئة وتوجيه الأبناء وإرشادهم، خاصة فى مراحل حياتهم الأولى، وأن عاطفة الأبوة ضرورية وإن اختلفت طبيعة العاطفة بين الطرفين الأب والأم بحكم التكوين الجسدى والنفسى للرجل الذي غالبا مايكون عقلانيا في التعامل مع أبنائه أكثر من المرأة التي تسيطر عليها العاطفة، وأن ما يشاع من أن تربية الأبناء تقع على عاتق الأم فقط اعتقاد خاطئ، فالمسؤولية مشتركة بين الزوجين، وتربية الأبناء ليست مهمة الأمهات، فحضور الآباء مهم جدا في حياة أبنائهم من كافة النواحي، خاصة فيما يتعلق بتنشئتهم الاجتماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock