مقالات

الدكروري يكتب عن عيينة بن حصن الفزاري

الدكروري يكتب عن عيينة بن حصن الفزاري
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من هذه الغزوات هي غزوة ذي قرد،
inbound4217911394361677749
وكان سببها هو رجل يسمي عيينه بن حصن الفزاري، ولكن من هو عيينة بن حصن الفزارى ؟ فهو عيينه بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان الفزاري، وهو يُكنى أبا مالك وكان من صناديد العرب وكان فظا غليظا جريء اللسان والقول، واسمه الحقيقي حذيفة وليس عيينة وسمي عيينة لانه أصابته لقوة وهو مرض وشلل يصيب الوجه ، فجحظت عيناه فسمي عيينة، وكان جده حذيفة بن بدر يقال له رب معد. 
أي سيد قبائل عدنان كلها وجد جده زيد بن عمرو، وهو ابن اللقيطة، وذاك أن بني فزارة طلبوا الكلأ والخير والماء في موضع آخر وأمه صبية فسقطت، فالتقطها قوم فردوها عليهم فسميت اللقيطة، ونسب ولدها إليها بهذا فقيل بنو اللقيطة، وقد أسلم بعد الفتح، وقيل أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح مسلما، وقد شهد غزوة حنين وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، وعيينة بن حصن الفزارى قيل إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم من غير إذن، فقال له صلى الله عليه وسلم “أين الإذن؟” فقال ما استأذنت على أحد من مضر، وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه، فأخذوه أسيرا، وحملوه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فكان صبيان المدينة المنورة يقولون. 
يا عدو الله أكفرت بعد إيمانك فيقول ما آمنت بالله طرفة عين، فطلب العفو والصفح من أبي بكر فأسلم بعدها، فأطلقه أبو بكر، وكان عيينة في الجاهلية من الجرارين، يقود عشرة آلاف، وقيل أنه تزوج عثمان بن عفان من ابنته، فدخل عليه يوما، فأغلظ له، فقال عثمان، لو كان عمر بن الخطاب ما أقدمت عليه بهذا، فقال إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا، وقال أبو وائل، سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود، أنا ابن الأشياخ الشمّ فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وعيينة بن حصن هو عم الحر بن قيس الفزاري، وكان الحر رجلا صالحا من أهل القرآن له منزلة من عمر بن الخطاب فقال عيينة لابن أخيه، ألا تدخلني على هذا الرجل. 
قال إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي فقال لا أفعل، فأدخله على عمر، فقال يابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل، فغضب عمر غضبا شديدا، حتى هم أن يوقع به، فقال ابن أخيه يا أمير المؤمنين، إن الله يقول في كتابه العزيز “خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين” وإن هذا لمن الجاهلين، فخلى عنه، وكان عمر وقافا عند كتاب الله عز وجل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال رسول الله أنا أفرس بالخيل منك، فقال عيينة، وأنا أفرس بالرجال منك وقال عيينة لعمر بن الخطاب، ياأمير المؤمنين، احترس، أو أخرج العجم من المدينة، فإني لا آمن أن يطعنك رجل منهم في هذا الموضع. 
ووضع يده في الموضع الذي طعنه أبو لؤلؤة به فيما بعد، فلما طعن عمر، قال مافعل عيينة؟ قالوا بموضع الهجم أو بالحاجر فقال عمر إن هناك لرأيا، وقيل أن حصن بن حذيفة والد عيينة أوصى ولده عند موته، وكانوا عشرة أولاد، وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه، فاشتد مرضه، فقال لهم الموت أريح مما أنا فيه، فأيكم يطيعني فقالوا كلنا، فبدأ بالأكبر، فقال خذ سيفي هذا فضعه على صدري، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري، فقال يا أبتاه، هل يقتل الرجل أباه، فعرض ذلك عليهم واحدا واحدا، فرفضوا إلا عيينة، فقال له يا أبت، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى، ولك فيه مني طاعة؟ قال بلى، قال فمرني كيف أصنع؟ 
قال ألق السيف يا بني فإني أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي، فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب، فأنت سيد ولدي من بعدي، ولك رياستي، فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كرز بن عامر العقيلي واخذ بثأر أبيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock