مقالات

كما تدين تدان

قصة بقلم د/عبير منطاش

تسكن مدام شهيرة في أرقى أحياء الاسكندرية في فيلا مليئة بالتحف والأثاث الفاخر تعمل في مدرسة خاصة معلمة للغة الإنجليزية تعيش مع زوجها الدكتور منصور وأبنائها الثلاثة سحر، أحمد، عادل.

مدام شهيرة تمتلك شخصية قوية وصارمة وحريصة جدا على المال لدرجة البخل..
بينما الدكتور منصور هاديء الطباع وطيب القلب إلى حد كبير ويحب أبناءه كثيرا ويدللهم؛ مما جعل الأبناء يكونوا على وفاق مع والدهم أكثر من والدتهم.

وكان ذلك يتسبب في كثير من المشاكل بين دكتور منصور ومدام شهيرة حول طريقة تربية الأبناء فهى ترفض الطريقة
الحنونة التي يتعامل بها الأب برفق مع الأبناء وكانت دائما تتهمه أن شخصيته ضعيفة
ومرت الأيام والسنين وكبر الأبناء بين حنان الأب وقسوة وحرمان الأم.

وتزوجت سحر من أحد أقارب الأم الذي يكبرها ب20 عاما هربا من والدتها القاسية القلب وكانت وجهة نظرها أنها مهما واجهت في حياتها الزوجية سيكون أفضل من حياتها مع أمها.

كبر الدكتور منصور في العمر وتأخرت صحته ومرض لفترة طويلة ولم يكن يعاني
فقط من مرضه وإنما أيضا من قسوة زوجته التي أصرت على إيداعه في دار للمسنين.

خاصة بعد أن سافر أحمد وعادل إلى أوربا هجرة غير شرعية للعمل هربا من والدتهم التي كانت تحرمهم من المال بعد أن استولت على كل أموال زوجها.

بعد أن عمل لها توكيل بعد تدهور حالته الصحية ، وانقطعت أخبار أحمد وعادل لفترة طويلة لكنهم كانوا يتواصلون مع شقيقتهم سحر للاطمئنان على والدهم وعليها خاصة بعد انفصالها عن زوجها بسبب خيانته وإهانته لها ورفض أمها استقبالها في بيتها مما جعلها تسكن مع صديقتها.
ومات الدكتور منصور وعلم الأبناء بذلك وحضروا من السفر ليتسلموا ميراثهم من أبيهم خاصة أن أحوالهم المادية كانت سيئة.

وعندما حضروا ليودعوا أباهم لآخر مرة قبل دفنه رفضت الأم إستقبالهم وقالت لقد سافرتم وتركتوه فليس لكم حق في رؤيته أو ميراثه.

هنا جن جنون الأبناء هل هذه أم!!! ما كل هذه القسوة؟؟
وهنا كان لابد من إتخاذ موقف تجاه هذه الأم عديمة الرحمة.
وفي يوم جاء محضر إلى فيلا مدام شهيرة الذي أعطى لها رسالة..الرسالة التي هزمتها ووضعت حد لجبروت هذه المرأة رسالة أخيرة من أبناءها الثلاث رسالة بقرار الحجر عليها.

سقطت مدام شهيرة على الأرض فاقدة للوعي لم تستطيع تحمل صدمة تجريدها من أموالها أصيبت بالزهايمر مرحلة متأخرة.

وهنا العدل الإلهي… لقد أودعها
أبناءها دار للمسنين ولم يقبل أحد منهم أن يتولي رعايتها وتركوها مثلما تركت أباهم يعاني من المرض وحيدا.

و بعد أن أخذ الأبناء كل شيء ميراثهم من أبيهم وأموالها بعد الحجر عليها قاموا ببيع الفيلا والأثاث والتحف لم يتركوا لها شيئاً وسافروا للخارج وأصبحت علاقتهم بها هى دفع مصاريف إقامتها في الدار فقط
لا أحد يسأل عليها من أبناءها ولا أحد يتذكرها و كأنها لم تكن.
سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزة و الجبروت أنه العدل الإلهي.
قال صلى الله عليه وسلم ([[البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت, افعل ما شئت فكما تدين تدان)).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock