أدب وشعر

قدْ خُزينا

د. عقيل علاء الدين درويش

يا قدسُ
كيفَ ستسامحينا
على خذلانِنا
وتؤاخذينا
والعارُ فينا
قدْ خزينا
ألا يكفينا
أنَّ صمتَنا عنكِ
يعرّينا

يا قدسُ
نسمعُ آهاتكِ
لا حياةَ فينا
فلا تنادينا
قدْ خزينا
لا عزاءَ لنا
بلا كرامةٍ بتْنا
فلا ترثينا

يا قدسُ
يا قداسةَ المكانْ
عبرَ كلِّ الأزمانْ
مهدَ التسامحِ والأديانْ
لا تسامحينا
قدْ خزينا
أعلنوكِ عاصمةً لهمْ
وعصمتُكِ
برقابِنا أمانةُ السَّابقينا
طلَّقوكِ منّا
وولَّيْنا الأدبارَ
هاربِينا

يا قدسُ
بئسَ الرجالُ نحنُ
الصامتينا
و بئسَ طغاتُنا
الخانعينا
عندَ آلامكِ
نتساوى معهم
همْ بلا كرامةٍ
قدْ عرفتِهِمْ
والآنَ نحنُ مثلهُمْ
فهلْ عرفتينا

يا قدسُ
يا أمَّ أقصانا
و نزفَ عروبتِنا
لا ترتجينا
خابَ رجاؤُكِ فينا
قدْ سجدْنا لهُمْ
خوفًا
وشرذمةُ الأممِ
تعتلينا

يا قدسُ
انبُذينا
قاطعينا
ليتَكِ تعلمينا
أنَّنا بتْنا
قطعانًا
منَ الخرفانِ
غاب صلاح الدين عنا
و الكلابُ تنبحُ حولَنا
لتحميِنا
فكيفَ ترتجينَ
منَّا كرامةً
ليسَتْ فينا

د.عقيل علاء الدين درويش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock