مقالات

النقد التنويرى،

النقد التنويرى
—————- للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا

.متابعة احمد عبد الحميد


قرأت هذا المصطلح ” النقد التويرى ” فى بحث للفيلسوف اللبنانى على حرب ” فكر النهضة بين الأحياء والتنوير – محمد حسين هيكل مثالا ” وحرصت وأنا أتابع القراءة أن أتبين معالم هذا النمط من أنماط النقد ، وإن كنت أدرك بداية أن كل نقد هو تنوير باعتبار أن التنوير هو خروج على التقليد وممارسة للاختلاف الخلاق والمغاربة الخصبة والمنتجة ، وأن حركة التنوير قد أشرقت مع استخدام الفكر النقدي ، وهذا ما يوضح العلاقة الوثيقة بين النوير والنقد . وقد تبين لى ماذا يعنيه الفيلسوف على حرب بدلالة المصطلح ” النقد التنويرى ” وما يعنيه هو عودة المرء إلى عقله لمراجعة ثوابت الفكر وتعرية بداهاته ، أو الكشف عن أبنيته وقواعد اشتغاله ، أنه تفكيك لقوالب العقل الدجمائى وآليات التفكير الأحادي ومنطق الفهم التبسيطى .
بهذا المعنى للنقد التنويرى فليس النقد مجرد خرق الممنوعات أو مجرد مقاومة السلطات ، بقدر ماهو اقتحام للمناطق العصية على التفكير ، أو استكشاف أراض جديدة لعمل العقل بصورة تتغير معها أدوات الفهم أو الممارسات الفكرية ، وبقدر ما تنفتح علاقات جديدة مع الحقيقة ، أى بقدر ماتنعقد صلات مغايرة بين الأفكار والوقائع ، أو بين الكلمات والأشياء..
لكن الملفت للنظر فى تحديد معنى النقد التنويرى ، هو حرص الفيلسوف على حرب على التفريق فى النقد بين ” الممنوع ” و” الممتنع ” فنقد أو خرق الممنوع يحتاج إلى الجراة المعرفية بقول مالايجوز قوله ، وأما نقد أو تذليل الممتنع فإنه اشتغال على الذات والفكر ، من أجل امتلاك إمكانيات جديدة للتفكير .
وعلى سبيل الاجمال فإن النقد بالمعنى التنويرى عند حرب ، ليس هو مجرد مواجهة السلطة بقول الحقيقة ، بقدر ماهو يقظة من السبات أو مغادرة لحال العجز والهامشية ، على النحو الذى يتيح للمرء أن يتغير عما هو عليه .
باختصار النقد التنويرى يعنى امتلاك إمكانيات جديدة للحياة والوجود سواء على مستوى التفكير أو على مستوى العمل

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock