قاضي عرفي يعلن اعتزاله التحكيم العرفي!
حصري لشبكة أخبار مصر:
أجرى الحوار: محمد حسن حمادة
الشيخ حسن العربي: أغلب المحكمين لا تعرف شيئا عن العرف وأصبح الصوت العالي والجلاليب هي صاحبه القرار.
العرف حق وعدل وهناك فارق بينهما وأن الفضل بكل شي ما عدا الجروح وأن تقاضي (الفلوس) بالعرف المحكم حرام.
اعتزلت التحكيم العرفي: حتى لا أشارك في هذا الإثم وفي هذه المهازل لأحافظ على اسمي وسمعتي واسم أجدادي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
الفارق بين المحكمة والجلسات العرفية أن القاضي فيها لا يضع وشاحا أخضرا على صدره ولا يرتدي دفاع المتهم (روبا) أسود، والمتهم نفسه لا يدخل إلى قفص الاتهام مهما كانت جريمته، وفي ختامها، لا يصيح الحاجب مناديا، محكمة! فالجلسة ليست إلا صورة من جلسات القضاء العرفي المعمول به في عدد كبير من قرى ومدن تمتد بطول مصر وعرضها.
عن المجالس العرفية أتحدث ولمن لايعرف حقيقة المجالس العرفية أختصرها له في أن المجالس العرفية محكمة مكتملة الأركان تتكون من قاض ومستشارون، ودفاع، وشهود، وحضور، وحكم يصدر آخر الجلسة مثل حد السيف، يجري على رقبة الجميع، لها استئناف وحق اعتراض، محكمة لا تختلف عن المحاكم العادية في شئ، لكن مايحدث الآن من ظلم وكذب وزور وبهتان ومجاملات وضياع حقوق الناس دفع القاضي العرفي الشيخ حسن العربي الشهير بشيخ العرب أن يعلن اعتزاله التحكيم العرفي! إذن من يصلح الملح إذا الملح فسد؟ وعندما ينسحب الشرفاء ستكون الأرض خصبة للهوامل وأصحاب النفوس الضعيفة؟ لذلك كان لشبكة أخبار مصر معه هذا الحوار .
يتحدث الشيخ حسن العربي عن نفسه فيقول: شاركت بكل محافظات الجمهورية في مئات الجلسات العرفية ودون اسمي باكثر 2700جلسة عرفية
ولكني تعبت من محاربة من لايعرف العرف، فأصبحنا نرى الآن محكمين لا تعرف شيئا عن العرف وأصبحت المجاملات هي سيدة الموقف”.
أغلب المحكمين لا تعرف شيئا عن العرف
وأصبح الصوت العالي والجلاليب هي صاحبة القرار وعندما تدخل في نقاش مع بعضهم في العرف أو الشرع لايفقه شيئا دخلت في أزمات مع بعضهم لأنه يجامل هذا أو يحابي هذا على حساب الحق والعدل.
للأسف الشديد هناك مهازل ونفاق وكذب وغش وضياع حقوق من أجل المصالح الشخصية، من أجل فلان وعلان ونحن بالفعل ينطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة) وهذا مايحدث الآن في الجلسات العرفية.
هذا الأمر العظيم يستغله أهل الجهل وأصحاب النفوس الضعيفه والمؤسف أنهم يتصدرون المشهد.
أغلب المحكمين لا تعرف عرفا ولا شرعا ولاجروح ولا حرمة لذلك أشفق على راعي البيت من كل المهازل التي تحدث في منزله فإما أن يكون متحيزا لطرف أو سمح بدخول المرتزقه بيته أو يدوس على طرف من الطرفين أو يهين من ليس له عصبة أو قوة أو أن يهان طرف في بيته.
الكل يدعي المثالية والفضيلة بغرض الشهرة ولا يحكموا بما أنزل الله ولكن للأقوى أو من له عنده مصلحة، أما المصيبة الأفدح حينما تجد راعي البيت لا يعرف عرفا فالعرف رساله وهو ثالث التشريع وأجمل قاعده سمعت بها في هذا الشأن كانت من العمده (حمدي البدوي) عندما قال: الأطراف لا تعرف المحكمين
والمحكمين لا يعرفون الأطراف، لكن للأسف أغلب المحكمين لا تعرف شيئا عن العرف.
وعن أهم صفات القاضي العرفي يقول الشيخ حسن العربي: أهم سمات القاضي العرفي أن يكون شخصية عامة مرموقة ومحبوبة من الناس، وأن يتصف بالعدل والنزاهه وموازنة الأمور وألا يميل لطرف على حساب الطرف الآخر، وأن يكون مشهودا له بالأخلاق والصلاح والتقوى وحسن السيرة، وأن يتميز بالفراسة والذكاء والصبر والهدوء والرزانة وقوة التحمل وحسن التصرف والمرونة لكي يتمكن من السيطرة على أي حادث غير متوقع أثناء الجلسة، وأن يكون على دراية كافية بالأحكام العرفية وأحكام القانون والشريعة وما يتفق مع العرف.
العرف حق وعدل وهناك فارق بينهما وأن الفضل بكل شي ما عدا الجروح وأن تقاضي (الفلوس) بالعرف المحكم حرام.
القاضي العرفي ليس محامي لطرف
وأن المحكم والقاضي مختلفين عن بعضهما.
ما يحدث من هؤلاء المرتزقه وممن لا يعرف العرف حرام حرام حرام ومن يشاركهم فيتحمل الوزر معهم، لذلك قررت الإنسحاب حتى لا أشارك في هذا الإثم وفي هذه المهازل لأحافظ على اسمي وسمعتي واسم أجدادي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
وفي نهاية الحوار يوصي القاضي العرفي الشيخ حسن العربي: بانتقاء الحكام المحترمين أصحاب السمعه الطيبه والضمير والنزاهة والخبراء بمعرفة العرف والشرع، ويؤكد على أن العرف رساله سامية أبعد ماتكون عن التباهي، رساله سيحاسب عليها من جلس للقضاء”.
